أسباب الحمى المتقطعة

تختلف أسباب الحمى المتقطعة عن أسباب الحمى العادية، إذ تنشأ الحمى العادية في الغالب نتيجة مهاجمة الجسم عن طريق بعض البكتريا أو بعض الفيروسات، أو قد تنشأ نتيجة الإصابة ببعض الأمراض.

لكن أسباب الحمى المتقطعة تكون مختلفة عن هذه الأسباب تمامًا، إذ أنها تنشأ في حقيقة الأمر نتيجة خلل في جهاز المناعة، والذي يكون في الأغلب وراثيًا أي ينتقل من الأباء إلى الأبناء، وذلك نتيجة خلل أو طفرة في الجينات.

وعليه فيمكن القول أن أسباب الحمى المتقطعة تتمثل في الخلل الذي يصيب جهاز مناعة المريض، وينتج عن هذا الخلل مهاجمة جهاز المناعة لأعضاء الجسم المختلفة عن طريق الخطأ، وهذا سوف يتسبب في أن يعاني الشخص من حمى متقطعة.

مهمتنا في المقال التالي هي التعرف على مشكلة الحمى المتقطعة بشكل أكبر وأكثر وضوحًا، وأيضًا التعرف على أسباب الحمى المتقطعة بالتفصيل، ومن ثم في النهاية التعرف على طريقة التعامل مع هذه الظاهرة، وكيفية علاجها بأفضل طريقة. 

ماذا نعني بالحمى المتقطعة؟

قبل أن نتعرف على أسباب الحمى المتقطعة من المهم في البداية التعرف على ماهية الحمى المتقطعة، وحالة الحمى المتقطعة أو الحمى الدورية أو الحمى المتكررة كما يطلق عليها، هى حالة تتميز بارتفاع في درجات الحرارة غير معروفة المصدر، والتي تأتي على فترات دورية.

حيث تظهر الحمى المتقطعة دون أي أعراض أخرى، لكن في بعض الحالات تكون مصحوبة ببعض الأعراض الأخرى مثل، ألم الحلق وآلام المفاصل وآلام البطن، صحيح أن هذه الأعراض لا تعرض حياة المريض للخطر، لكنها تكون مزعجة، ومن الضروري الحد من تفاقمها في أسرع وقت.

وتختلف الحمى المتقطعة عن الحمى العادية في الأعراض التي تظهر بها وأيضًا تختلف عنها في أسباب كلًا منهم، إذ أن الحمي العادية تنشأ عن عدوى بكتيرية أو عدوى فيروسية تصيب الجسم، أو علامة على بعض الأمراض التي تصيب الجسم.

لكن أسباب الحمى المتقطعة تنتج في الغالب نتيجة خلل يصيب جهاز مناعة المريض، فبدلًا من أن يهاجم جهاز المناعة مسببات العدوى يبدأ في محاربة أعضاء الجسم، وذلك ناتج عن خلل أو طفرات في الجينات، والتي غالبًا ما تكون مورثة أي أن الطفل يولد بها.

وتنتشر ظاهرة الحمى المتقطعة بكثرة في صغار السن، وأيضًا تستمر حتى الوصول لسن البلوغ، حيث يتم علاج هذه المشكلة عن طريق تناول الأدوية التي تثبط جهاز المناعة، والتي تقلل من حدة الالتهابات، وإن كنت ترغب في التعرف على طُرق العلاج الممكنة لهذه الحالة، كل ما يجب فعله فقط هو متابعة القراءة. 

ما هي أسباب الحمى المتقطعة؟

كما أوضحنا في سابقًا أن أسباب الحمى المتقطعة تختلف كليًا عن أسباب الحمى الطبيعة، فعند إصابة الجسم بأحد الأمراض، أو عند التعرض إلى هجوم خارجي من البكتريا أو الفيروسات فإن الجسم يدافع عن نفسه، ويعلن ذلك عن طريق ارتفاع درجات الحرارة، والتي تساعد في قتل العدوى والحد من انتشارها.

لكن هذا الأمر مختلف تمامًا في حالة الحمى المتقطعة، والتي عادةً ما يكون سببها وراثيًا، وتنتقل من الآباء إلى الأبناء، ويكون السبب في ذلك الطفرة جينية في معظم الحالات، وتندرج الحمى المتقطعة تحت الأمراض الالتهابية الذاتية.

والأمراض الالتهابية الذاتية هى نوع من الخلل الذي يصيب جهاز مناعة المريض، فبدلاً من مهاجمة التهديدات الخارجية فقط مثل الفيروسات أو البكتيريا، فإن الطفرات الجينية لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات تؤدي إلى مهاجمة خلايا الجسم.

وهناك العديد من أسباب الحمى المتقطعة ولكن أشهرها على الإطلاق ما يلي:-

• حمى البحر الأبيض المتوسط.

• متلازمة فرط الغلوبولين المناعي.

• المتلازمة الدورية المرتبطة بمستقبلات الورم والنخر.

• الحمى الدورية والتهاب الفم القلاعي والتهاب البلعوم ومتلازمة التهاب الغدد.

ما العوامل التي تؤثر على أسباب الحمى المتقطعة؟

بعد أن تعرفنا على أسباب الحمى المتقطعة وعلمنا أنها تنشأ نتيجة خلل يصيب جهاز المناعة، وهذا الخلل يكون ناتج عن حدوث طفرات جينية، والتي تدفع جهاز المناعة إلى مهاجمة أعضاء وخلايا الجسم بدلًا من مهاجمة العوامل الخارجية.

فيجب العلم أن هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في ظهور أسباب الحمى المتقطعة والتي تختلف باختلاف سبب الإصابة، وتشمل أسباب الإصابة الحمى المتقطعة ما يلي:-

•  حمى البحر الأبيض المتوسط

حمى البحر الأبيض المتوسط هي مشكلة صحية تساهم في ظهور بعض الأعراض مثل، حمى متقطعة مع ألم وتورم في البطن أو الصدر أو المفاصل، كما يمكن أن يؤدي تورم المفاصل المؤلم والشديد إلى صعوبة المشي، ويمكن أن يتسبب عدم علاجها إلى تراكم خطير للبروتينات يسمى الداء النشواني، والذي قد يؤدي إلى فشل الأعضاء.

ويوجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على هذه الظاهرة، وتتسبب في الإصابة بها والتي تشمل، أن يكون منحدر من أصول البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط، أو أن يكون أحد والديه مصاب بهذه الظاهرة.

• متلازمة فرط الغلوبولين المناعي

تؤثر العوامل الوراثية في ظهور متلازمة فرط الغلوبولين المناعي، أي أنها تنتقل من الآباء إلى الأبناء، ودليل على صدق هذا التفسير أن الأعراض تبدأ في الظهور على المصاب بمجرد ولادته، وتظهر على هيئة ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ويأتي بشكل متقطع ودوري.

ويصاحب متلازمة فرط الغلوبولين المناعي ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل الطفح الجلدي الشديد، وأيضًا آلام البطن والقيء والإسهال المستمر، وآلام المفاصل وتضخم غدد الرقبة.

• المتلازمة الدورية المرتبطة بمستقبلات الورم والنخر

تسبب هذه الحالة في ظهور مجموعة من الأعراض في مقدمتهم الحمى المتقطعة، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى وهي طفح الجلدي الشديد، والشعور بالقشعريرة وآلام في العضلات، وغالبًا ما يكون الظهور في مرحلة الطفولة ولكن قد يتأخر حتى منتصف البلوغ.

 بالإضافة إلى الأعراض التي تم ذكرها والتي تظهر مع مشكلة الحمى المتقطعة غالبًا، حيث أنه من الممكن أن يعاني المرضى من خلل يصيب العين، بما في ذلك التهاب الملتحمة والتورم حول العين. 

• الحمى الدورية والتهاب الفم القلاعي والتهاب البلعوم ومتلازمة التهاب الغدد

أشهر العوامل التي تساهم في الإصابة بمشكلة الحمى المتقطعة هو التهاب الفم القلاعي والتهاب البلعوم، ومتلازمة التهاب الغدد، ويعاني المريض في هذه الحالة من ارتفاع متقطع في درجات الحرارة بالإضافة إلى تقرحات الفم والتهاب الحلق، وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.

وتبدأ هذه الظاهرة بالظهور في الأغلب بين سن سنتين إلى خمس سنوات، وبعد هذه المدة تبدأ في الاختفاء من تلقاء نفسها دون أي تدخل.

ما هي العوامل التي تساعد على التعامل مع الحمى المتقطعة؟

بشكل عام يتم التعامل مع مشكلة الحمى المتقطعة عن طريق تناول الأدوية التي تمنع تفاقم الأعراض، وأيضًا الأدوية التي تثبط جهاز المناعة، وهناك مجموعة من العوامل التي تحدد طريقة التعامل مع الحمى المتقطعة مثل:-

• عمر المريض.

• أسباب الحمى المتقطعة.

• مدى تطور وتفاقم الحالة.

كيف يمكن تجنب آثار الحمى المتقطعة؟

في حالة أن تُركت الحُمى المتقطعة بدون علاج لفترات طويلة، فمن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة، ويمكن تجنب ذلك عن طريق:-

• تناول الأدوية المضادة للالتهابات.

• تناول الأدوية التي تثبط من جهاز المناعة.

وهذه الأدوية لابد أن تكون بوصف من الطبيب المتخصص، بعد تشخيص الحالة ومعرفة أسباب الحمى المتقطعة وتحديد العلاج المناسب.