أسباب كثرة المشاكل العائلية
دكتورة سالي الشيخ
يعاني الكثير من الأسر من مشاكل أسرية كثيرة تتسبب في عدم استقرار الأسرة وحدوث مشاكل كثيرة تصل إلى حدوث الانفصال بين الزوجين.
وتتعدد أنواع المشاكل الأسرية، وكذلك يمكن أن تحدث المشاكل العائلية بين أفراد العائلة الواحدة لأكثر من سبب.
في هذا المقال سوف تجد أهم أسباب كثرة المشاكل العائلية وكيف يمكن تفادي المشاكل العائلية وأهم النصائح الاجتماعية لحل وإصلاح الحياة العائلية.
إلى أي مدى قد تصل المشاكل العائلية؟
لا توجد أسرة لا تعاني من المشاكل العائلية، لكن يختلف مدى تفاقم المشاكل العائلية على حسب شخصية الزوجين ومدى حكمتهم في التعامل مع هذه المشاكل العائلية.
حيث قد تنتهي المشاكل العائلية بين الزوجين فقط بمرور وقت قليل في حالة التحلي بالهدوء والحكمة ومحاولة إيجاد حل للمشاكل العائلية.
بينما قد تصل المشاكل العائلية في حالات أخرى إلى حدوث انفصال بين الزوجين وهدم استقرار الأسرة وتشريد الأبناء بين الأب والأم، وحدوث تقاضي بين الآباء في محاكم الأسرة.
ما هي أشهر أسباب كثرة المشاكل العائلية؟
تتعدد أسباب كثرة المشاكل العائلية والتي تختلف من أسرة إلى أسرة أخرى، ومن أسباب كثرة المشاكل العائلية الأسباب الآتية:
الضغوطات الاقتصادية
تعد الضغوطات الاقتصادية واحدة من أشهر أسباب كثرة المشاكل العائلية في السنوات الأخيرة خاصة مع ارتفاع وانتشار الغلاء ونقص الدخل لدى الأسرة، فتزداد العصبية والتوتر والضغط النفسي بين الزوجين مع متطلبات الحياة اليومية فتحدث المشاكل العائلية.
عدم الحب بين الزوجين
من أخطر ما يهدم الأسرة ويزيد من حدوث المشاكل العائلية هو عدم وجود حل بين الزوجين، وعدم تقبل الآخر، حيث تكون الحياة بينهم في حالة عدم وجود حب عبارة عن تصيد الأخطاء ما يجعل المشاكل العائلية بينهما تزيد.
عدم الثقة والخيانة الزوجية
تعد الخيانة الزوجية وما يترتب عليها من عدم وجود ثقة بين الزوجين هي أحد أهم أسباب كثرة المشاكل العائلية بين الزوجين.
تدخل الآخرين بين الزوجين
هناك حالات أسرية كثيرة تظل تنعم بحياة أسرية هادئة حتى يبدأ أفراد من عائلة الأسرتين أو من الأصدقاء والمعارف في التدخل في الشؤون الخاصة بحياة الزوجين، ومع عدم حكمة الزوجين في التعامل مع هذه الأمور تحدث المشاكل العائلية.
الزواج في سن صغير جدا
ينتشر الزواج المبكر في بعض المجتمعات ويساعد هذا الأمر في زيادة المشاكل العائلية نظرا لصغر سن الأبوين وعدم قدرة الأبوين على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية.
من أسباب كثرة المشاكل العائلية: قلة التفاهم بين الزوجين
إن من أشهر أسباب كثرة المشاكل العائلية وجود قلة تفاهم بين الزوجين، حيث كلما وجد قلة التفاهم بين الزوجين وعدم وجود مساحة للحوار والحديث اليومي كلما زادت المشاكل العائلية بين الزوجين.
لذلك على الزوجين أن يتقربا من بعضهما ويجعلها مساحة للحوار والنقاش بينهما لتقارب وجهات النظر والمعرفة فكر كل منهما ومحاولة تقبل الآخر.
من أسباب كثرة المشاكل العائلية: تأثر الوضع المادي بالسلب
مع زيادة الضغوطات الاقتصادية والوضع الاقتصادي الصعب بجانب الغلاء وارتفاع أسعار السلع ومتطلبات الحياة اليومية والأبناء، تزيد المشاكل العائلية.
من أسباب كثرة المشاكل العائلية: وجود مشاكل تتعلق بالعلاقة الحميمة
من العوامل المهمة التي تساعد في استقرار الحياة الأسرية بين الزوجين استقرار العلاقة الحميمية بين الزوجين، حيث تزيد كثير من الراحة النفسية والسعادة والحب بين الزوجين.
وفي حالة وجود مشاكل في العلاقة الحميمة بين الزوجين سواء عدم رغب أحدهما في الآخر أو وجود مشاكل في العلاقة الحميمة مثل ضعف الانتصاب عند الرجال أو سرعة القذف أو غيرها، فإن الحياة الزوجية تصبح غير مستقرة ويزيد حدوث المشاكل العائلية بين الزوجين.
كيف يمكن تفادي أسباب كثرة المشاكل العائلية؟
يمكن تفادي أسباب كثرة المشاكل العائلية من خلال الآتي:
- محاولة التركيز على إيجاد حل للمشكلة.
- توفير مساحة ووقت من اليوم للجلوس مع جميع أفراد الأسرة والنقاش وتبادل الحديث.
- الحرص على حل مشاكل الأسرة دون تدخل أحد من الأقارب.
- محاولة تعدد مصادر دخل الأسرة.
- تجنب العصبية الزائدة في البيت.
- الحرص على قضاء وقت مع الزوجة خارج المنزل لتهدئة الأعصاب وكسر روتين الحياة اليومية.
- الحرص على إشراك الزوجة والأبناء في قرارات الحياة الأسرية.
- الحرص على غرس مشاعر الحب والتقبل في الأبناء.
- تجنب تدخل أطراف خارجية في الأمور الخاصة بالزوجين.
نصائح اجتماعية لحل وإصلاح الحياة العائلية
نظرا للضرر الكبير الذي يمكن أن تمر به أي أسرة تعاني من كثرة المشاكل العائلية، نقدم لك بعض النصائح الاجتماعية لحل وإصلاح الحياة العائلية، ومن هذه النصائح الآتي:
- محاولة عدم الحديث وقت الغضب، والحرص على الكلام في هدوء لحل المشكلة العائلية.
- محاولة البحث عن حل والتركيز في التفكير والنقاش حول إيجاد حل للمشكلة وليس التركيز على المشكلة ذاتها.
- الحرص على عدم توجيه اللوم لأحد الأفراد ومحاولة إثبات من المخطئ، وبدلا من ذلك يمكنك البحث عن وجود حل للمشكلة القائمة.
- الحرص على عدم التلفظ بألفاظ غير مناسبة أثناء الحديث عن المشكلة.
- الحرص على عدم مناقشة المشاكل الزوجية الخاصة مع أفراد خارج عن الزوج والزوجة.
كيف تكوين حياة أسرية صحية للزوجين والأطفال
يمكن تكوين حياة أسرية صحية للزوجين والأطفال من خلال الآتي:
الحرص على الاحترام المتبادل بين الزوجين
من الجيد جدا وجود احترام متبادل بين الزوجين، حيث يساعد ذلك على زيادة التفاهم ولغة الحوار بين الزوجين، كما يقوي العلاقة بينهما ويساعد في استقرار وهدوء الحياة الأسرية.
إعلاء مبدأ المشاركة بين الزوجين
حين يشعر كل زوج أن الزوج الآخر يشاركه كل أمور حياته يؤدي ذلك إلى تقوية العلاقة بين الزوجين وزيادة الحب والاستقرار بينهما.
تقبّل الاختلافات والتناقضات بين الزوجين
لا يوجد شخصين متشابهين تماما، لذلك على الزوجين تقبل فكرة الاختلافات والتناقضات بينهما، ومحاولة تقبل كل منهما الآخر.
تبادل الهدايا بين الزوجين
يساعد تبادل الهدايا بين الزوجين على زيادة الهدوء والسعادة والحب بين الزوجين وتدل على مدى اهتمام كل طرف من الزوجين بالآخر.
الحرص على الاهتمام بالأطفال
لابد من التقرب إلى الأطفال والحرص على الوجود معهم فترة كافية، مع مراعاة اختلاف أعمارهم والمساواة بينهم.
والحرص على تحديد وقت للتنزه والخروج للمتعة واللعب واللهو كل أسبوع أو كل شهر.
الخلاصة
تسبب المشاكل العائلية عدم استقرار الأسرة وحدوث انفصال بين الزوجين.
وتحدث المشاكل العائلية نتيجة عن أسباب كثيرة ومن أسباب كثرة المشاكل العائلية الضغوطات الاقتصادية والعصبية الزائدة مع وجود مشاكل في العلاقة الحميمة.
ويمكنك تجنب وتفادي المشاكل العائلية من خلال محاولة إيجاد حل للمشكلة والحرص على عدم تدخل أفراد خارجية، مع الحرص على تقبل الاختلافات والتناقضات بين الزوجين.
ومن الممكن استشارة طبيب نفسي متخصص في الاستشارات الزوجية والعائلية للمساعدة وضمان السرية.

دكتورة سالى محمد الشيخ دكتوراه الطب النفسي والاستشارات الزوجية والعائلية، كليه الطب القصر العينى. دكتوراه الطب النفسى - القصر العينى. عضو الجمعيه العالمية للطب النفسى. عضو الجمعيه العالمية للعلاج الجمعى. استشارى العلاقات الزوجيه والاسريه.