أعراض سرطان العظام عند الأطفال
دكتور أحمد مصطفى عبد السلام
سرطان العظام ثالث أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال والمراهقين، وذلك بعد أورام المخ، وسرطان الغدد الليمفاوية، وكسور العظام من أبرز أعراض سرطان العظام عند الأطفال، رغم أنَّه قد ينشأ لأسبابٍ أخرى غير السرطان.
إذ تلعب بعض العوامل دورًا في تحديد أعراض هذا السرطان، مثل المرحلة التي بلغها السرطان، واستجابة الطفل للعلاج، كما يُقرِّر الطبيب الوسيلة العلاجية المُناسِبة للطفل؛ تبعًا للأعراض الظاهرة لديه، والقدرة على تحمُّل العلاج، ولا يخرج العلاج غالبًا عن الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو كليهما معًا.
ما هي أعراض سرطان العظام عند الأطفال؟
تختلف أعراض سرطان العظام عند الأطفال من طفلٍ إلى آخر حسب العظام المُصابة بالورم، ويُعدُّ الشعور بالألم أول الأعراض ظهورًا في معظم الحالات، وربَّما يكون مُتقطِّعًا في البداية، ثُمَّ يصير مستمرًا بعد ذلك، كما تضمُّ الأعراض المُحتمَلة ما يلي:
وجود كتلة في الذراع، أو الساق، وتحديدًا في المنطقة حول الكتف، أو الركبة، وقد تكون هذه الكتلة دافئة، ومؤلمة عند لمسها.
كسور العظام مع عدم وجود إصابة كافية لتفسير سبب هذا الكسر.
آلام الظهر، أو عدم التحكُّم في القولون، أو المثانة البولية، وذلك في حالة إصابة سرطان العظام للحوض، أو أسفل العمود الفقري.
وقد ينمو سرطان العظام سريعًا لدى الأطفال؛ لأنَّه يُصاحِب مراحل النمو التي يزداد فيها حجم العظام، وقد يزداد الألم المصاحب سوءًا بمرور الوقت، أو يمنع الطفل من النوم، خاصةً أنَّه يزداد ليلًا.
ما هي العوامل التي تؤثر على أعراض سرطان العظام عند الأطفال؟
تُؤثِّر العديد من العوامل على أعراض سرطان العظام عند الأطفال، مثل:
1- موضع السرطان
تختلف أعراض سرطان العظام باختلاف موضع الورم، فليس ورم الطرف العلوي له نفس أعراض الورم في الطرف السفلي من ناحية التأثير على الحركة، وكذلك في اختلاف موضع الألم.
2- مرحلة السرطان
تختلف الأعراض في شدتها تبعًا للمرحلة التي وصل إليها السرطان:
موضعي: يتواجد السرطان في العظام، والأنسجة المُحِيطة بها فقط، ولا يتجاوز منشؤه إلى أعضاء الجسم الأخرى، ومِنْ ثَمَّ قد تقتصر الأعراض على الألم، ووجود كتلة، وصعوبة تحريك العظام المصابة.
منتشر: تنشأ أعراضٌ في أماكن أخرى من الجسم؛ بسبب انتشار السرطان، مثل: ضيق التنفُّس، وذلك في حالة وصوله إلى الرئتين، أو قد ينتقل إلى عظامٍ أخرى.
متكرر: قد يعود السرطان مُجددًا بعد علاجه، أو أثناء العلاج، إمَّا في نفس المكان، أو في موضعٍ آخر من الجسم، وغالبًا ما يعود من بوابة الرئتين، ونادرًا ما يعود من خلال العظام الأخرى.
3- الاستجابة العلاجية
تقل أعراض السرطان بمرور الوقت مع توفُّر الاستجابة العلاجية المُناسِبة من اختيار العلاج الملائم، وتجاوب جسم الطفل مع العلاج، أمَّا إذا لم تتوافر استجابة مناسبة للعلاج، فقد تزداد الأعراض سوءًا، ويتوجَّب حينها اختيار طريقة علاجية أخرى.
ما هي مضاعفات أعراض سرطان العظام عند الأطفال؟
قد ينتشر سرطان العظام عند الأطفال إلى أماكن أخرى بعيدة، وتحديدًا الرئتين، مِمَّا يُؤدِّي إلى ظهور أعراض تنفسية، كما قد يُسبِّب سرطان العظام عند الأطفال المضاعفات الآتية:
صعوبة النمو.
مشكلات تتعلَّق بخصوبة الطفل عند البلوغ.
نمو سرطانات أخرى لاحقًا.
عودة نفس السرطان مُجددًا.
وقد تنشأ المضاعفات بسبب العلاج، مثل:
النزيف، أو العدوى بعد العملية الجراحية.
كسر التطعيم، أو القضبان المستخدمة بعد جراحة إنقاذ الأطراف.
الكدمات، والنزيف، والشعور بالإرهاق؛ نتيجة العلاج الكيميائي.
تهيُّج الجلد، وتساقط الشعر، أو نشوء سرطانٍ جديد؛ بسبب العلاج الإشعاعي.
مشكلات القلب والرئتين.
كيف يمكن تخفيف أعراض سرطان العظام عند الأطفال؟
يُمكِن تخفيف أعراض سرطان العظام عند الأطفال باتِّباع الطرق العلاجية المُناسِبة، والتي تضمُّ:
1- الجراحة
يستأصل الطبيب السرطان جراحيًا، بالإضافة إلى بعض الأنسجة المُجاوِرة له، إذ يلجأ الطبيب إلى جراحة تجنيب الأطراف مع استخدام تقنيات جراحية مُعيَّنة؛ لإبقاء الذراع، أو الساق - حسب موضع الورم - بمظهرٍ طبيعيٍ بعد استئصال السرطان.
قد تتضمَّن التقنيات الجراحية المُتَّبعة:
تطعيم العظام.
الجراحة الترميمية.
إذ تنبني معظم جراحات تطعيم العظام، أو الجراحة الترميمية على استخدام معدن (أطراف معدنية)، وتُعدُّ جراحة تجنيب الأطراف الأكثر شيوعًا لعلاج أعراض سرطان العظام عند الأطفال، وقد تُعطِي بعض العمليات نتائج جمالية جيدة، بينما يُوفِّر البعض الآخر عظامًا قوية حتى بعد الاستئصال، ويعود الترجيح بينهما إلى خبرة الطبيب أثناء إجراء أي من عمليات سرطان العظام.
أحيانًا يضطر الطبيب إلى استئصال الطرف المُصاب بالكامل؛ لضمان عدم عودة السرطان مُجددًا، فيما يُعرَف بـ"البتر"، ومِنْ ثَمَّ فقد يحتاج الطفل إلى إعادة تأهيل جسدي بعد مثل هذه العمليات.
2- العلاج الإشعاعي
يتضمَّن العلاج الإشعاعي استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة؛ لتدمير الخلايا السرطانية، كما يتطلَّب العلاج عددًا مُعيَّنًا من الجلسات في فترة مُحدَّدة من الزمن.
لا يُعدُّ العلاج الإشعاعي وسيلة شائعة للتغلُّب على أعراض سرطان العظام عند الأطفال، إذ هذا النوع من السرطان مُقاوِمٌ له، لكنَّه خيار مُفضَّل لمن لا يُمكِن استئصال سرطان العظام لديهم جراحيًا، أو بقي بعض السرطان موجودًا بعد الجراحة.
وقد يُسبِّب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية، مثل:
الإرهاق.
تفاعلات جلدية طفيفة.
اضطرابات المعدة.
هل توجد أدوية لتخفيف أعراض سرطان العظام عند الأطفال؟
تُساهِم أنواع عديدة من الأدوية في تخفيف أعراض سرطان العظام عند الأطفال، مثل:
1- العلاج الكيميائي
تستهدف أدوية العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية، بما يعيق نموها، وتكاثر أعدادها، لكن ينبغي أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب المُختص، وقد تُعطَى أدوية العلاج الكيميائي عبر الحقن الوريدي، أو موضعيًا في مكان السرطان، أو عبر الفم، وغالبًا ما يُستخدَم العلاج عبر الحقن الوريدي في حالة سرطان العظام لدى الأطفال.
تشمل الأدوية المُستخدَمة في العلاج ما يلي:
دوكسوربيسين.
سيسبلاتين.
ميثوتريكسات.
إيفوسفاميد.
يصحب العلاج الكيميائي عادةً أعراضًا جانبية عديدة، مثل:
زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
تساقط الشعر.
الغثيان.
القيء.
فقد الشهية.
كما يتمكَّن الطاقم الطبي من التعامل مع هذه الأعراض على الفور أثناء تلقي الطفل للعلاج، ولكن قد يُسبِّب هذا العلاج آثارًا جانبية تمتد بعد الانتهاء من العلاج، مثل: ضعف عضلات القلب، أو ضعف السمع، أو غير ذلك.
ويُسهِّل العلاج الكيميائي إجراء الطبيب للعملية الجراحية الخاصة بسرطان العظام عند الأطفال، ومِنْ ثَمَّ فقد يسبق الجراحة؛ لتدمير أي خلايا سرطانية موجودة في مكانٍ آخر بالجسم غير العظام، ويستمر العلاج الكيميائي للسرطان عادةً نحو 6 أشهر.
2- الأدوية المضادة للقيء
القيء أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي، ومِنْ ثَمَّ قد تُستخدَم أدوية مضادة للقيء لمرضى سرطان العظام، مثل:
أوندانسيترون.
ميتوكلوبراميد.
ديكساميثازون.
بروكلوربيرازين.
3- عوامل تحفيز المستعمرات (Colony-stimulating factors)
تُستخدَم هذه الأدوية في علاج نقص عدد كرات الدم البيضاء، أو الوقاية من هذه المشكلة، والتي قد تنشأ من العلاج الكيميائي لسرطان العظام، كما أنَّها تُقلِّل فترة نقص كرات الدم البيضاء المصاحب لزرع نخاع العظام.
الدكتور أحمد مصطفى عبدالسلام دكتوراة في طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية، وهو مدرس واستشاري طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية، كما يعد الدكتور من أفضل الأطباء في مصر لعلاج أورام الأطفال، وأورام الدم السرطانية، وقد حصل الدكتور أحمد مصطفى عبد السلام على بكالوريوس الطب و الجراحة القصر العيني من جامعة القاهرة، ومن ثم ماجستير في طب أورام الأطفال المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، وأخيرًا الدكتوراة في طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية المعهد القومي للأورام من جامعة القاهرة، كما يعمل حاليًا كمدرس واستشاري أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية في المعهد القومي للأورام، ويعمل الدكتور أيضًا كمدرس وطبيب مقيم في مستشفى سرطان الأطفال 57357.