أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال
دكتور أحمد مصطفى عبد السلام
يُعدُّ تضخم الغدد الليمفاوية في مختلف أجزاء الجسم من أبرز أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، لكنَّها قد تتضخَّم كذلك عند الإصابة بالعدوى، وهي أيضًا شائعة لدى الأطفال؛ لذا فإنَّ هناك أعراضٌ أخرى تُميِّز سرطان الغدد الليمفاوية عن العدوى، نستعرضها في هذا المقال، بالإضافة إلى طرق العلاج المُتاحة.
ما هي أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال؟
تضمُّ أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال ما يلي:
تضخُّم الغدد الليمفاوية.
انتفاخ البطن، أو الشعور بألم البطن.
الإحساس السريع بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
ضيق التنفُّس، أو أزيز الصدر، أو السُّعال.
ارتفاع درجة الحرارة.
خسارة الوزن.
التعرُّق الليلي.
الإرهاق الشديد.
ويُمكِن تفصيل هذه الأعراض على النحو التالي:
1- تضخُّم الغدد الليمفاوية
يُعدُّ تضخم الغدد الليمفاوية من أبرز أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، إذ تنمو الخلايا السرطانية داخل الغدد الليمفاوية أسفل الجلد، ومِنْ ثَمَّ فقد تبرز الغدد الليمفاوية متضخمة في:
جانبي الرقبة.
تحت الإبط.
أعلى الترقوة.
المنطقة الأربية.
كما يُمكِن رؤية هذه الكتل المتضخمة من الغدد الليمفاوية، أو لمسها، كما أنَّها لا تكون مؤلمة عادةً، إذ يشيع تضخم الغدد الليمفاوية لدى الأطفال بسبب العدوى، وليس سرطان الغدد الليمفاوية، كما تتميَّز الغدد الليمفاوية المتضخمة نتيجة العدوى بالألم عند لمسها، بينما لا يكون هناك ألمٌ عادةً (وليس دائمًا) في حالة سرطان الغدد الليمفاوية.
2- انتفاخ البطن
قد ينمو سرطان الغدد الليمفاوية داخل البطن، وقد تتراكم السوائل أيضًا، مِمَّا يُؤدِّي إلى مزيد من انتفاخ البطن.
أيضًا قد يُسبِّب سرطان الغدد الليمفاوية أحيانًا تضخُّم الطحال، والذي قد يضغط بدوره على المعدة المُجاوِرة له، ومِنْ ثَمَّ يفقد الطفل شهيته، ويشعر بالشبع سريعًا بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
إذا انتفخت البطن من وراء سرطان الغدد الليمفاوية، فقد تصعب حركة الأمعاء، مِمَّا يُؤدِّي إلى ألم البطن، والغثيان، والقيء.
3- أعراض تنفُّسية
ربَّما يبدأ سرطان الغدد الليمفاوية في الغدة التيموسية (محلها الصدر)، أو في الغدد الليمفاوية الصدرية، ومِنْ ثَمَّ تزداد في الحجم، وتبدأ في الضغط على القصبة الهوائية، ويُؤدِّي ذلك بالضرورة إلى ضيق التنفُّس، وأزيز الصدر، والسعال.
لا يتوقَّف الأمر عند هذا الحد، إذ يمر الوريد الأجوف العلوي عبر الصدر، وهو يحمل الدم من الرأس، والذراعين إلى القلب، مارًا بجوار الغدة التيموسية، والغدد الليمفاوية، ومِنْ ثَمَّ فقد يُسبِّب سرطان الغدد الليمفاوية في هذه المنطقة ضغطًا على هذا الوريد الكبير.
يُؤدِّي ذلك الضغط إلى رجوع الدم في الأوردة بدلًا من وصولها إلى القلب بشكلٍ صحيحٍ، ومِنْ ثَمَّ يُعانِي الطفل انتفاخًا في الوجه، أو الذراعين، وربَّما صعوبة التنفُّس، واضطراب الوعي.
4- أعراض أخرى
خسارة الوزن، والتعرُّق الليلي، وارتفاع درجة الحرارة من أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال.
قد تظهر بعض الأعراض الشديدة في حالة سرطان الغدد الليمفاوية سريع النمو، وهي أعراضٌ ناجمة عن نقص عدد خلايا الدم، مِمَّا يُسبِّب النزيف، وتكرار الإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى الأنيميا.
اقرا ايضا: أعراض سرطان العظام عند الأطفال
ما هي أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال المتأخرة؟
تضمُّ الأعراض المتأخرة لسرطان الغدد الليمفاوية ما يلي:
انتفاخ الوجه، والذراعين، والصداع، واضطرابات الوعي؛ نتيجة ما يُعرَف بمتلازمة الوريد الأجوف العلوي.
تنميل في الوجه.
تغيُّم الرؤية.
صعوبة النطق.
الحكَّة، أو تكوُّن كتل حمراء، أو أرجوانية تحت الجلد (قد تكون من الأعراض المبكرة).
ما هي مضاعفات أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال؟
أمَّا المضاعفات، فقد تنتج عن إهمال علاج أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
نقص إخراج البول، وذلك ناجمٌ عن منع خروج البول عبر الكلى؛ بسبب سرطان الغدد الليمفاوية؛ خاصةً في منطقة البطن.
صعوبة التنفُّس.
متلازمة الوريد الأجوف العلوي (قد تُهدِّد حياة الطفل).
انتشار سرطان الغدد الليمفاوية حول المخ، والحبل الشوكي.
نقص عدد خلايا الدم.
هل يمكن علاج سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال بدون جراحة؟
يُمكِن علاج سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال بدون جراحة، إذ تتضمَّن الوسائل العلاجية المُتاحة ما يلي:
العلاج الكيميائي.
العلاج الإشعاعي.
العلاج المُوجَّه.
زراعة الخلايا الجذعية.
كيف يمكن تخفيف أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال؟
يُمكِن تخفيف أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال بالحصول على العلاج المُناسِب وفق المشورة الطبية، وقد تتضمَّن الخطة العلاجية أي مِمَّا يلي:
1- العلاج الكيميائي
تُعطَى هذه الأدوية على دوراتٍ يتخلَّلها أوقات من الراحة (لا يحصل الطفل على علاجٍ كيميائي خلالها)؛ لإمهال جسم الطفل وقت للتعافي، كما تستمر الدورة العلاجية الواحدة عِدَّة أسابيع.
يمد الطبيب الطفل بالأدوية من خلال الحقن الوريدي، أو عبر الفم، كما تكون هناك حاجة أحيانًا إلى إيصال الدواء إلى الجهاز العصبي عبر السائل النخاعي، وذلك في حالة وصول سرطان الغدد الليمفاوية هناك.
وتضمُّ الأدوية المُستخدَمة في العلاج الكيميائي ما يلي:
سيكلوفوسفاميد.
دوكسوربيسين.
ديكساميثازون.
ميثوتريكسات.
فينكريستين.
سيتارابين.
أمَّا عن الآثار الجانبية المتوقعة، فمنها:
تساقط الشعر.
فقد الشهية.
الغثيان والقيء.
الإسهال، أو الإمساك.
الإرهاق.
2- العلاج الإشعاعي
يُستعمَل العلاج الإشعاعي الخارجي في التغلُّب على سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، لكن يُراعِي الطبيب الزوايا الصحيحة لتصويب حزم الإشعاع، بالإضافة إلى الجرعة المناسبة لحالة الطفل.
ولا يُسبِّب العلاج الإشعاعي أي ألمٍ، لكن قد يحتاج بعض الأطفال إلى تخدير قبل إجرائه؛ للتأكُّد من عدم حركتهم أثناء العلاج، إذ تستغرق الجلسة الواحدة من العلاج الإشعاعي بضع دقائق فقط، لكن قد يستغرق التحضير لهذا العلاج وقتًا أطول من الجلسة العلاجية.
قد يُؤدِّي العلاج الإشعاعي إلى بعض الآثار الجانبية، مثل:
مشكلات جلدية مشابهة لحروق الشمس.
تساقط الشعر في المنطقة المُعالَجة.
الإرهاق، وذلك عند استخدام هذا العلاج على مساحة واسعة من الجسم.
الغثيان، والقيء.
3- زراعة الخلايا الجذعية
تُوفِّر زراعة الخلايا الجذعية حلًا للقضاء على أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، لكن ذلك بعد الحصول على جرعة عالية من العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى وجود طبيب مُؤهَّل لمثل هذا الإجراء، كما قد يصعب الحصول على خلايا جذعية من شخصٍ متوافقٍ مع الطفل، لكن تظل ضمن الخيارات العلاجية المطروحة.
هل توجد أدوية لتخفيف أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال؟
تُساهِم بعض الأدوية - بخلاف العلاج الكيميائي - في تخفيف أعراض سرطان الغدد الليمفاوية عند الأطفال، مثل:
1- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة
الأجسام المضادة الطبيعية هي بروتينات يصنعها الجسم؛ لمواجهة العدوى والأجسام الغريبة، أمَّا الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، فهي مصنعة في المعمل، ومُصمَّمة لاستهداف أنسجة مُعيَّنة، مثل: البروتينات الموجودة على أسطح خلايا سرطان الغدد الليمفاوية، مِمَّا يُساهِم في التعامل مع السرطان.
من أمثلة الأدوية من هذا النوع:
ريتوكسيماب.
برينتوكسيماب.
تُعطَى هذه الأدوية بالتنقيط الوريدي وفق تعليمات الطبيب.
2- مثبطات ALK
تستهدف هذه الأدوية جين ALK غير الطبيعي لدى معظم الأطفال المُصابين بسرطان الغدد الليمفاوية، كما يُمكِن استخدام هذه الأدوية جنبًا إلى جنبٍ مع العلاج السرطاني؛ للحصول على أفضل النتائج المُمكِنة.
من أمثلة هذه الأدوية:
كريزوتنيب.
بريجاتينيب.
وقد تُسبِّب بعض الآثار الجانبية، مثل:
الغثيان.
الإسهال، أو الإمساك.
قرح الفم.
الصداع.
انسداد الشهية.
آلام المفاصل والعضلات.
الدكتور أحمد مصطفى عبدالسلام دكتوراة في طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية، وهو مدرس واستشاري طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية، كما يعد الدكتور من أفضل الأطباء في مصر لعلاج أورام الأطفال، وأورام الدم السرطانية، وقد حصل الدكتور أحمد مصطفى عبد السلام على بكالوريوس الطب و الجراحة القصر العيني من جامعة القاهرة، ومن ثم ماجستير في طب أورام الأطفال المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، وأخيرًا الدكتوراة في طب أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية المعهد القومي للأورام من جامعة القاهرة، كما يعمل حاليًا كمدرس واستشاري أورام الأطفال وأمراض الدم السرطانية في المعهد القومي للأورام، ويعمل الدكتور أيضًا كمدرس وطبيب مقيم في مستشفى سرطان الأطفال 57357.