التهاب المثانة والجماع
دكتور هشام الشوافهل تُوجَد علاقة بين التهاب المثانة والجماع؟ تُعانِي كثير من السيدات من التهاب المثانة من وقتٍ إلى آخر، وربَّما تشعر بزيادة شِدَّة الأعراض بعد الجماع، ما يجعل البعض يتساءل عن العلاقة بين التهاب المثانة والجماع، وهل يُمكِن الجماع في وجود التهاب المثانة أم لا؟ إليك التفاصيل.
ما هو التهاب المثانة؟
التهاب المثانة البولية كجزءٍ من التهاب الجهاز البولي، نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية بها، أو لغير ذلك من الأسباب.
أسباب التهاب المثانة:
عادةً ما يحدث التهاب المثانة نتيجة العدوى البكتيرية على اختلاف أنواع البكتيريا التي يُمكِن أن تُصِيب المثانة البولية، لكن قد تكون هناك عوامل أُخرى مساعدة للإصابة بالتهاب المثانة، مثل:
استخدام القسطرة البولية لفترةٍ طويلةٍ.
صعوبة إفراغ المثانة بشكلٍ كاملٍ.
مرض السكر، إذ تزداد مستويات السكر في البول، ما يجعله بيئة خصبة لنمو البكتيريا الضارة المُسبِّبة لالتهاب المثانة.
بلوغ سن اليأس لدى السيدات، إذ تُصبِح بطانة المثانة البولية أقل سُمكًا.
ما أعراض التهاب المثانة؟
التهاب المثانة والجماع بينهما رابط، لكن قبل الحديث عن ذلك إليك أهم أعراض التهاب المثانة:
ألم أو حرقان أثناء التبوُّل.
كثرة مرات التبوُّل عن المُعتاد.
لون البول داكن مُقارنةً بالسابق.
بول ذو رائحة قوية.
الرغبة المُلحَّة في التبوُّل.
ألم في الجزء السفلي من البطن.
الضعف والتعب.
ارتفاع درجة الحرارة.
قد يكون التهاب المثانة البولية مصحوبًا بنزيفٍ في بعض الأحيان، ممَّا يُؤدِّي إلى نزول دم مع البول، وتغيُّر لون البول إلى لونٍ بني أو أحمر.
هل التهاب المسالك البولية يؤثر على الجماع؟
في إطار الحديث عن التهاب المثانة والجماع، فإنَّ التهاب المسالك البولية يُؤثِّر على الجماع، إذ ينتج عنه تهيُّج أنسجة الجهاز البولي، ومِنْ ثَمَّ فقد يضع الجماع ضغطًا على بعض الأعضاء التناسلية، ممَّا يُؤدِّي إلى تهيُّج العضو الذكري لدى الرجل.
يُعدُّ الجماع من أكثر أسباب وصول البكتيريا إلى المثانة البولية؛ نظرًا لتواجد بكتيريا الإشريشيا كولاي داخل الإحليل.
مثلًا قد تنتقل بكتيريا الإشريشيا كولاي من فتحة الشرج لدى المرأة إلى المهبل، أو العضو الذكري عند الجماع، مما يُؤدِّي إلى التهاب المسالك البولية، وقد يزداد هذا الالتهاب مع تكرار الجماع.
هل الجماع يزيد من التهاب المثانة؟
تزداد فرص الإصابة بالتهاب المثانة البولية لدى النساء نظرًا لقصر قناة مجرى البول، مِمَّا يُسهِّل وصول البكتيريا من خارج الجسم إلى المثانة.
التهاب المثانة والجماع متلازمان، إذ قد يتم دفع البكتيريا أثناء الجماع داخل إحليل المرأة، وهذه البكتيريا من النوع غير الضار الذي يعيش على سطح الجلد، لكنَّها قد تُسبِّب أعراض التهاب المثانة البولية.
أيضًا قد يُؤدِّي الجماع المُتكرِّر إلى تهيُّج الإحليل، ومِنْ ثَمَّ يُصبِح أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية، ومنه قد تنتقل هذه العدوى إلى المثانة البولية.
هل يُمكِن أن ينتقل التهاب المثانة بالجماع؟
التهاب المثانة لا يحدث بسبب الأمراض المنقولة جنسيًا، وذلك مبدئيًا، لكن الجماع قد يزيد من فرص التهاب المثانة خاصةً إذا كانت هناك عوامل أُخرى، مثل: تكرار الإصابة بالتهاب المثانة، أو الإصابة بمرض السكر، أو احتباس البول في المثانة لوقتٍ طويلٍ، أو غير ذلك.
هل يؤثر التهاب المثانة على القذف؟
قد يُؤدِّي التهاب المثانة لدى الرجال في بعض الأحيان إلى الشعور بالألم أثناء القذف؛ لذا يجب زيارة الطبيب حال الشعور بذلك الأمر.
هل التهاب المثانة يؤثر على المهبل؟
التهاب المثانة مُقتصرٌ على المثانة البولية، لكن في حالات العدوى البكتيرية الشديدة، أو إهمال العلاج رغم ظهور الأعراض، فقد تنتقل العدوى البكتيرية إلى غيرها من أماكن الجسم، والمهبل بالقرب من المثانة البولية بالطبع.
لذا قد ينتج عن التهاب المثانة البولية التهاب المهبل أيضًا، وقد يكون ذلك مصحوبًا بألمٍ، وإفرازاتٍ تبعًا لنوع البكتيريا التي أصابت المهبل.
ما هي أضرار المعاناة من التهاب المثانة والجماع؟
ما زلنا في الحديث عن التهاب المثانة والجماع، إذ قد يُؤدِّي الجماع إلى زيادة أعراض التهاب المثانة سوءًا.
يتسبَّب الجماع في الضغط على بعض أجزاء الجسم التي أصابتها العدوى البكتيرية، مثل: الإحليل، أو المثانة البولية، ومِنْ ثَمَّ يزداد الألم، وقد يزداد الوقت الذي تحتاجه المرأة في التعافي من التهاب المثانة البولية.
لذا قد ينصح بعض الأطباء بانتظار أسبوعٍ بعد الحصول على علاج التهاب المثانة البولية قبل الجماع مِنْ جديد.
تشخيص التهاب المثانة البولية:
يتم تشخيص التهاب المثانة مِنْ خلال أخذ عينة من البول وإرسالها إلى المعمل، وانتظار النتائج، وقد يقوم الطبيب باختبار للكشف عن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
قد يقوم بعض الأطباء باستخدام السونار، أو تنظير المثانة، أو الأشعة السينية، أو غير ذلك في إطار تشخيص التهاب المثانة.
أهم النصائح لمصابي التهاب المثانة خلال الجماع:
بعد أن عرفنا العلاقة بين التهاب المثانة والجماع، إليك أهم النصائح المُتعلِّقة بهذا الأمر:
1- التبوُّل عند الحاجة
إذا وُجدت رغبة مُفاجئة في التبوُّل، فلا ينبغي تأجيل ذلك، إذ قد يُسبِّب زيادة التهاب المثانة، أو الدخول في مضاعفاتٍ أُخرى نتيجة تفاقم الالتهاب.
2- التبوُّل قبل وبعد الجماع
يُساهِم التبوُّل قبل وبعد الجماع في التخلُّص من أي بكتيريا قد تتسبَّب في التهاب المثانة البولية، أو زيادة الالتهاب سوءًا.
3- الاستحمام قبل الجماع
يُنصَح بالاستحمام قبل الجماع، والحرص على نظافة المنطقة التناسلية، إذ مِنْ شأن ذلك أن يُخفِّف من مخاطر التهاب المثانة خلال الجماع.
4- تجنُّب بعض المستحضرات
تُنصَح المرأة بتجنُّب استعمال الغسول المهبلي، أو المستحضرات الأخرى الموضعية، إذ يُؤدِّي ذلك إلى قتل البكتيريا الصديقة التي تمنع فعَّالية البكتيريا الضارة؛ لذا فإنَّ استخدام أي من هذه المستحضرات قد يزيد من مخاطر التهاب المثانة خلال الجماع.
5- الانتظار بعض الوقت قبل الجماع
قد يُوصِي الطبيب بتجنُّب الجماع لفترةٍ من الوقت حسب فترة تناول العلاج وحالة المرض، فمثلًا قد تحتاج الحالات الخفيفة من التهاب المثانة البولية إلى تناول المضادات الحيوية لمُدَّة 5 أيام فقط.
وقد تحتاج حالاتٍ أخرى إلى الحصول على المضادات الحيوية لمُدَّة 14 يومًا يُفضِّل الأطباء فيها تجنُّب الجماع إلى أن يتم العلاج؛ منعًا لتفاقم البكتيريا، أو إصابة المثانة بعدوى بكتيرية جديدة غير الموجودة بها.
علاج التهاب المثانة:
عادةً ما تتعافى معظم حالات التهاب المثانة دون الحاجة إلى علاجٍ، لكن إن استمرَّت أعراض التهاب المثانة والجماع لأكثر من 3 أيام، فينبغي استشارة الطبيب.
يصف طبيب الكلى مضادات حيوية؛ للقضاء على البكتيريا المُسبِّبة لالتهاب المثانة، مثل:
نيتروفيورانتوين.
سلفاميثوكسازول - تريميثوبريم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب حال التأكُّد من وجود رابطٍ بين التهاب المثانة والجماع كأن تزداد حِدَّة الأعراض، أو إذا ظهرت أعراض جديدة، مثل:
النزيف أو نزول دم مع البول.
آلام البطن أو الظهر الشديدة.
نزول إفرازاتٍ غير اعتيادية من العضو الذكري أو المهبل، إذ قد تكون دليل على تفاقم العدوى البكتيرية وانتقالها إلى أعضاءٍ أخرى.
الألم أثناء الجماع.
طرق الوقاية من التهاب المثانة:
التهاب المثانة والجماع مترابطتان؛ لذا فإنَّ الوقاية من التهاب المثانة وفق الطرق الآتية يُسهِّل الجماع:
العناية بالنظافة الشخصية خاصةً بعد الجماع.
التأكُّد من إفراغ المثانة بالكامل أثناء التبوُّل.
تجنُّب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة.
مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف بعد الجماع وبعد قضاء الحاجة.
شرب كميات مناسبة من الماء؛ للتخلُّص من أي بكتيريا في الجهاز البولي

دكتور هشام الشواف أستاذ جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم واستشاري جراحات الليزر، كما أنَّه حاصل على ماجستير جراحة المسالك البولية، ودكتوراه جراحة المسالك البولية من جامعة عين شمس، وزميل جراحة وتفتيت الحصوات بالمستشفى التخصصي من جامعة عين شمس، ومعه زمالة البورد الأوروبي 2006، وعمل كرئيس قسم المسالك السعودي الألماني الرياضي من 2000 - 2011، ويعد دكتور هشام الشواف صاحب مركز دار المسالك، ويعمل حاليًا بالمستشفيات التالية وهي مستشفى عين شمس التخصصي، والمستشفى السعودي الألماني، ومستشفى الجلاء العسكري، وهو رئيس وحدة اضطرابات التبول بمركز smc بمركز دار المسالك، كما يُقدِّم مركز دكتور هشام الشواف العديد من الخدمات الطبية المتعلقة بأمراض المسالك البولية مع توفُّر التقنيات الحديثة المُستخدَمة لهذا الغرض مثل تفتيت حصوات الكلى بالموجات التصادمية، واستئصال دوالي الخصية، واستئصال البروستاتا بالليزر والتبخير، وجراحة زراعة القضيب، وعلاج صغر حجم القضيب.