التوصيل العصبي و تشخيص متلازمة جيلان باريه
دكتور طبيب بالطو
يعمل الجهاز المناعي للجسم بمثابة خط دفاع قوي لمكافحة المواد الغريبة عن الجسم بعد تمييزها عن مكونات الجسم الطبيعية ولكن في بعض الأحيان يَحدث خلل في وظيفة ذلك الجهاز فيهاجم خلايا الجسم الطبيعية ويسبب لها التلف. وتُعد متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre) والتي يُطلق عليها أيضًا التهاب الأعصاب الحاد المزيل للنخاعين "AIDP" أحد هذه الأمراض التي تنشأ نتيجة خلل الوظائف المناعية وتقع تحت مسمى "أمراض المناعة الذاتية".
كيف تحدث متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre) ؟
في متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre) تتعرض الأعصاب الطرفية الخاصة بالشخص إلى الهجوم بواسطة النظام المناعي، ونتيجة لهذا الهجوم تتلف الطبقة الخارجية الحامية للأعصاب (غلاف المايلين) ويتضرر الجزء الداخلي المُغطى من العصب (Axon) وينتج عن ذلك حدوث تغييرات أو تأخير في الإشارات العصبية المنقولة عبر العصب، كما قد تتسبب تلك الحالة في شلل الأطراف أو ضعفها العضلي. ومازال السبب الرئيسي لحدوث تلك المتلازمة غير معروف ولكنها قد تظهر بعد الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية الحادة مثل التهابات الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي.
ما هي أعراض متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre)؟
تبدأ أعراض هذا الاضطراب بألم أسفل الظهر وتنميل في اليدين والقدمين، وتنتشر الأعراض بشكل سريع في الجسم وتظهر على الشخص في شكل المشي بترنح أو انعدام القدرة على المشي والشعور بوخز حاد في الوجه وأجزاء الجسم العلوية بشكل يستوجب دخول المستشفى لمراقبة الحالة و تلقي العلاج. ويكون تشخيص متلازمة جيلان باريه في المراحل الأولى صعباً إذ تتشابه أعراضها وعلامتها مع الكثير من الاضطرابات العصبية الأخرى، وكذلك قد تتباين الأعراض من حالة إلى أخرى.
كيف يتم تشخيص متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre)؟
ظل تشخيص متلازمة جيلان باريه (Guillain-barre) قائم على الفحص السريري والاختبارات الفيزيائية فقط حتى قام عالمان هما جورج تشارلز جيلان وجان ألكسندر باريه بوضع معايير تشخيصية دقيقة باستخدام تخطيط العضلات الكهربائي (EMG) واختبارات التوصيل العصبي (NCS). وتميزت هذه الطرق بقدرتها على التشخيص الدقيق خاصةً في المرحلة المُبكرة من المرض مما يجعل العلاج أكثر فعالية، إضافةً إلى مساعدة الأشخاص على مراقبة تطور المرض لمنع المُضاعفات التي تهدد الحياة.
وأصبحت نتائج التخطيط العضلات الكهربائي (EMG) واختبارات التوصيل العصبي (NCS) أحد الأضلاع الهامة في التشخيص التفريقي لتأكيد التشخيص ومعرفة مدى تطور المرض من خلال تفسير نتائج هذه الاختبارات واستبعاد الأسباب الأخرى التي تؤدي لتلف غلاف العصب (غلاف المايلين).
ما هو دور اختبارات EMG وNCS في تشخيص متلازمة جيلان باريه؟
عادة ما تكون الإشارات العصبية معتلة في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة جيلان باريه بحيث لا تسير على طول الأعصاب بالشكل صحيح، كما يتم ملاحظة تأخر كبير في سرعتها. ويأتي دور اختبار تخطيط العضلات الكهربائي (EMG) بتقديم معلومات عن الفاعلية العصبية في العضلات؛ وفيه يتم وضع أقطاب رفيعة في العضلات لمعرفة كيفية تفاعلها عند تنشيط الأعصاب القريبة وقياس نشاطها الكهربائي لتحديد ما إذا كانت أعراض ضعف العضلات نتيجة لتلف الأعصاب أو تلف العضلات.
ومن المعروف أن الأعصاب السليمة ترسل الإشارات الكهربائية بقوة وسرعة أكبر من الأعصاب التالفة؛ ولذلك يتم قياس سرعة الإشارات العصبية باختبارات التوصيل العصبي (NCS) بوضع أقطاب على الجلد وتمرير دفعات كهربائية صغيرة عبر العصب المشكوك في تلفه، ويتم استقبال النتائج على شكل أنماط معينة على شاشات الكمبيوتر يقوم الطبيب بتفسيرها للتأكد من وجود تأخير في السرعة وهو الحال عند أصحاب متلازمة جيلان باريه، وكذلك يتم قياس استجابة العصب للنبضات الكهربائية الصغيرة.
ولذلك ينبغي قول أن تخطيط العضلات الكهربائي (EMG) واختبارات التوصيل العصبي (NCS) مفيدة جدًا في التشخيص؛ فالانحرافات التي تظهر في نتائجهما تعكس وجود تلف في طبقة غلاف العصب (غلاف المايلين) بدقة وبشكل حساس وتعطي نتائج واضحة ودقيقة لتشخيص متلازمة جيلان باريه. واليوم تُعَد هذه الاختبارات أداة قيّمة في أيدي الأطباء من أجل تشخيص وإدارة الاضطرابات العصبية العضلية المختلفة.

قناة عامة لنشر الوعي الطبي - جرب البحث في شبكة بالطو عن ما يشغل بالك من مواضيع طبية.. بالطو أفضل طريقة لحجز موعد مع دكتور يفهم صحتك.

أخصائي ذكورة وعقم, الامراض الجلدية, مخ وأعصاب, فم وأسنان, جراحات التجميل والليزر, جراحة العظام, طب نفسي, جراحات الكلى, أنف وأذن وحنجرة, تغذية علاجية وسمنة