الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية
دكتور محمد عادل بيومي
قد يحدث الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية في حالات قليلة من السيدات، ففي مُعظم الحالات لا يحدث تبويض قبل مرور ستة أسابيع من الولادة، إلا أنه في حالات قليلة قد يحدث تبويض قبل ستة أسابيع، مما يؤدي إلى حدوث حمل خلال هذه الفترة.
فمتى يُمكن حدوث الحمل عند المرأة؟ وما هي مخاطر حدوث الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ؟
متى يمكن حدوث الحمل عند المرأة؟
قبل تناول الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ، يجب في البداية فهم كيفية حدوث الحمل.
يحدث التبويض الطبيعي شهرياً وينتج خلاله المبيض بويضة ناضجة، تظل هذه البويضة في قناة فالوب حتى تُلقح من الحيوان المنوي.
يستمر الوقت الذي يُمكن أن يحدث خلاله حمل من 12 إلى 24 ساعة من حدوث التبويض، وهي مُدة صلاحية البويضة للتلقيح، إذا لم يحدث التلقيح تنتقل البويضة إلى الرحم وتتساقط مع بطانة الرحم في صورة الطمث.
أما إذا حدث تلقيح من الحيوان المنوي تنتقل البويضة بعد تلقيحها إلى الرحم وتنغرس في البطانة الرحمية.
ويحدث التبويض عادةً في منتصف الدورة الشهرية للمرأة، فالمرأة التي تبلغ دورتها الشهرية حوالي 28 يوماً يكون التبويض في اليوم 14، أي قبل الدورة التالية بـ 14 يوم.
وعندما تكون الدورة الشهرية 30 يوماً يكون التبويض في اليوم 15، أي قبل الدورة التالية بـ 15 يوم.
هل يمكن أن يحدث حمل بعد الولادة بأسبوعين؟
من الصعب جداً حدوث حمل بعد الولادة بأسبوعين، حيث أثبتت الدراسات أن أقل وقت يُمكن أن يحدث خلاله حمل بعد الولادة هو ثلاثة أسابيع.
هل يمكن الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ؟
نعم يُمكن أن يحدث حمل بعد أربعين يوماً من الولادة، فعلى الرغم من أن مُعظم الحوامل لا يحدث لديهن تبويض قبل ستة أسابيع من الولادة، إلا أنه في حالات قليلة يحدث التبويض قبل ستة أسابيع وبالتالي قد يحدث حمل خلال هذه الفترة.
اقرائي ايضا أعراض الحمل بعد التبويض بيوم
ما هي علامات الحمل بعد الولادة القيصرية؟
توجد العديد من العلامات التي تدل على حدوث حمل بعد الولادة القيصرية وهي:
- نزول بقع دم بالتزامن مع حدوث انغراس البويضة المُخصبة في الرحم.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام.
- الغثيان والقيء في الصباح.
- غياب الدورة الشهرية.
وقد تغيب هذه الأعراض في العديد من السيدات، ويُمكن التأكد حينها من حدوث حمل بإجراء اختبار الحمل في البول أو في الدم، أو الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحص بالسونار.
هل الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية آمن؟
لا يُعد الحمل قبل مرور ستة أشهر من الولادة القيصرية آمناً، وهي أقل مدة بعد الولادة يجب انتظارها حتى يُخطط لحدوث حمل جديد.
إلا أن الأفضل على الإطلاق هو الانتظار حتى مرور 18 شهر بعد الولادة.
هل هناك أضرار من الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ؟
نعم قد يُسبب حدوث حمل بعد أربعين يوماً من الولادة حدوث أضرار بالحمل التالي، بسبب عدم تعافي الجسم بالكامل بعد الولادة، وعدم عودة مُستويات الهرمونات المُختلفة إلى طبيعتها.
ما هي مخاطر الحمل بعد بلوغ الأربعين؟
توجد العديد من المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين عند الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ، حيث يُؤدي حدوث الحمل في هذا التوقيت زيادة احتمالية التعرض إلى:
- ولادة مُبكرة.
- انفجار الرحم.
- المشيمة المُلتصقة.
- تمزق مُبكر للأغشية التي تُحيط بالجنين.
- تشوهات خلقية في الجنين.
- بُطء مُعدل نمو الجنين.
إذن كيف يُمكن تجنب حدوث الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ؟ وهل توجد طرق طبيعية لمنع الحمل تستطيع السيدة اتباعها في حالة عدم إمكانية استخدام وسيلة لمنع الحمل؟
اقرئي ايضا أسباب تأخر الحمل الثاني وعلاجه
ما هي موانع الحمل الطبيعية؟
توجد العديد من الموانع الطبيعية للحمل التي تستطيع المرأة استخدامها وتأتي بنتائج فعالة في مُعظم الحالات، ومن أمثلة هذه الطرق:
الرضاعة الطبيعية:
تمنع الرضاعة الطبيعية حدوث التبويض عند العديد من السيدات بسبب ارتفاع هرمون الحليب الذي يُؤثر سلباً على الخصوبة، ويمنع حدوث التبويض.
إلا أن هذه الطريقة تكون فعالة بإتباع نظام مُحدد للرضاعة كالتالي:
- يجب أن يعتمد الرضيع كلياً على الرضاعة الطبيعية.
- يجب عدم إعطاءه سوائل أو لبن صناعي حتى لا تزيد المدة بين الرضعات الطبيعية.
- يجب أن يكون الرضيع أقل من ستة أشهر.
- يجب الحرص على عدم زيادة المدة بين الرضعات عن 4 إلى 6 ساعات.
هذه الطريقة فعالة في 98٪ من السيدات، ولكن يجب الانتباه أنها ليست فعالة بعد بلوغ الرضيع أكثر من ستة أشهر.
القذف الخارجي:
حيث يتم قذف السائل المنوي خارج المهبل لمنع حدوث الحمل، إلا أنه قد يحدث حمل عند استخدام هذه الطريقة بنسبة 22٪، تُجدي هذه الطريقة نفعاً في منع الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية ، خاصةً عندما تكون السيدة لم تستخدم وسيلة لمنع الحمل بعد.
تحديد توقيت التبويض:
يستخدم العديد من السيدات هذه الطريقة في منع الحمل عن طريق قياس درجة حرارة الجسم كل صباح، وعندما تجد زيادة طفيفة في درجة الحرارة تتجنب العلاقة الزوجية، حتى تعود درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها بعد حوالي 72 ساعة، يتبع العديد من الأزواج هذه الطريقة لمنع الحمل.
ما هي العلامات الأولى للوصول لسن اليأس؟
يُعرف سن اليأس عند السيدات بأنه السن الذي تنقطع فيه الطمث بسبب توقف حدوث التبويض تماماً، حيث يحدث انخفاض في هرمون البروجسترون وهرمون الإستروجين تدريجياً حتى يتوقف الجسم تماماً عن إنتاج هذه الهرمونات.
ويعتبر الأطباء أن المرأة دخلت بالفعل سن اليأس؛ عند انقطاع الطمث نهائياً لمُدة 12 شهر مُتواصلة بدون حدوث أي نزيف أو نزول بقع دم أثناء هذه الفترة.
وتوجد عدة أعراض تُشير إلى اقتراب سن اليأس مثل:
- عدم انتظام موعد الدورة الشهرية.
- تغيُّر في الأيام التي تستمر خلالها الدورة الشهرية.
- تغيُّر في كمية الدم.
- مُعاناة المرأة من تقلبات حادة في المزاج.
- صعوبة في النوم.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم؛ مما يُسبب زيادة العرق وشعور بعدم الراحة.
- جفاف المهبل.
- زيادة عدد مرات التبول.
- ارتفاع خطر التعرض إلى عدوى المسالك البولية.
نصائح هامة للسيدات في سن اليأس
يجب على المرأة في سن اليأس اتباع النصائح التالية:
- الاعتناء بتناول طعام صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د، حيث يُؤثر نقص هرمون الإستروجين على كثافة العظام ويجعلها أقل كثافة.
- مُمارسة الرياضة بشكل مُنتظم للحفاظ على لياقة الجسم.
- الفحص الدوري لاستبعاد الإصابة بسرطان الثدي.
- في بعض الحالات يتم استخدام العلاج التعويضي الهرموني حسب رؤية الطبيب المُعالج.
الخلاصة
حدوث الحمل بعد الأربعين من الولادة القيصرية له العديد من المخاطر، حيث يرفع خطر التعرض إلى التشوهات الخلقية، والولادة المُبكرة، وبطء النمو، والتمزُّق المُبكر للأغشية التي تُحيط بالجنين.
لذلك يُوصى الأطباء بمنع الحمل لمُدة ستة أشهر على الأقل بعد الولادة، والأفضل منع الحمل لمُدة 18 شهر بعد الولادة حتى يستعيد الجسم عافيته بالكامل، وتعود الهرمونات إلى مُستوياتها الطبيعية.
يمكنك الاطلاع ايضا على فيديو بعنوان مدة شفاء العملية القيصرية

دكتور محمد عادل بيومي أخصائي أمراض النساء والتوليد القصر العيني، خبرة بطب أمراض النساء والتوليد أكثر من 10 سنوات، متخصص في جميع جراحات أمراض النساء والتوليد المتوسطة و الكبرى والمتقدمة ومناظير الرحم والبطن التشخيصية وعلاج تأخر الإنجاب، ومحاضر علمي بمؤتمرات طبية متعددة، حاصل على ماجستير أمراض النساء والتوليد القصر العيني، والدبلومة المهنية الأمريكية للحقن المجهري والإخصاب المساعد والدبلومة الأمريكية للتجميل النسائي، وحاصل على شهادات متقدمة للسونار وطب الجنين، وقدَّم دورات متقدمة لمناظير الرحم والحوض التشخيصية والعلاجية، كما عمل دكتور محمد عادل بيومي لدى مستشفيات السيد جلال الجامعي، والحسين الجامعي، والمركز الطبي لسكك حديد مصر، والقصر العيني، كما يعمل الدكتور بكبرى المستشفيات الخاصة الأخرى وهي مستشفى شفا التجمع، ومستشفى الميرغني، وصفوة الجولف، ومستشفى السفارات المركزي، ووادي الطب (شبرا)، والميريلاند التخصصي ومستشفيات أخرى، كما تُوفِّر عيادة دكتور محمد عادل بيومي السونار الرباعي والخماسي لكشف تشوهات الجنين، وهي أحدث التقنيات الموجودة لكشف التشوهات.