المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء
دكتورة سالي الشيخ
تلعب الأسرة دور كبير في شخصية الطفل، فكلما نشأ الطفل في بيئة أسرية متزنة نفسيا تحتضن الطفل وتعطيه الاهتمام والرعاية الكافيين، كلما كان الطفل ذو نشأة صحيحة نفسيا وروحيا، وكلما كانت النشأة في بيئة أسرية مفككة ذات مشاكل كثيرة كلما أثر ذلك بالسلب على الطفل ونشأته.
فإن كنت مقدم على الزواج وتتطلع في الإنجاب، أو إن كنت أب او أم بالفعل وتتساءل عن المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء لتجنبها وتكوين أسرة طيبة متزنة سليمة النشأة فسوف نقدم لك هذا المقال، حيث نساعدك فيه على التعرف على أهم المشاكل الأسرية وكيف تؤثر على الطفل في مختلف الجوانب الحياتية.
ما هي المشاكل الأسرية المختلفة؟
لا توجد أسرة لا تمر بمشاكل أسرية، لكن هناك أسر تتعامل بشكل جيد مع هذه المشاكل الأسرية وتعمل على حل هذه المشكلات في هدوء وحكمة دون حدوث تأثير سلبي على الأبناء.
وهناك أسر تتعامل بشكل خاطئ وعنيف مع هذه المشاكل ما يسبب تأثير سلبي على الأطفال.
وتكون المشاكل الأسرية في شكل خلافات على المواقف اليومية أو على تصرفات الأطفال أو الجوانب المادية أو الخروج من البيت أو عدم تواجد الزوج في البيت بشكل كافي أو مشاكل أسرية بسبب تدخلات أطراف خارجية بين الزوجين.
ولا يجب على على الزوجين التعامل مع المشاكل الأسرية المختلفة بعنف بل يجب التمتع بالحكمة والهدوء لحل المشكلة.
ما هي أسباب حدوث المشاكل الأسرية؟
ترجع أسباب حدوث المشاكل الأسرية إلى عدة أسباب، نقدم لك بعض منها كالتالي:
- الضغوطات النفسية من الحياة اليومية.
- العصبية الشديدة من الزوجية.
- المشاكل المادية.
- عدم الثقة بين الزوجين أو ضعف الثقة بينهما.
- زيادة متطلبات البيت عن قدرة الأبوين.
- تدخل أطراف خارجية بين الزوجين في تفاصيل حياتهم اليومية.
شاهد ايضا علاج كثرة مشاكل العلاقات بين الزوجين وأسبابها
ما هي أنواع المشاكل الأسرية المختلفة؟
لقد زادت المشاكل الأسرية خاصة مع ضغوطات الحياة اليومية، ومن أنواع المشاكل الأسرية المختلفة الآتي:
مشاكل التواصل بين الزوجين
تعد مشاكل التواصل بين الزوجين هي أحد أهم المشاكل الأسرية، ويحدث ذلك إما بسبب الإنشغال في الحياة اليومية، أو زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة أو الانشغال بالتلفاز وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي بين الزوجين.
وعلى الزوجين تحديد وقت خاصة في حياتهم اليومية لمشاركة الحديث معا ومناقشة كافة أحوال البيت وأحوالهم الشخصية حيث يعزز ذلك من التواصل بين الزوجين وتقليل المشاكل الأسرية بينهما.
مشاكل اقتصادية
كلما زاد الغلاء وقل الدخل لدى الزوجين كلما زاد التوتر والعصبية والمشاكل الأسرية بين الزوجين، حيث تعد الضائقة المالية من أشهر أسباب وأنواع المشاكل الأسرية بين الزوجين.
مشاكل الخيانة وضعف الثقة
إذا كان لا يوجد الثقة والأمان والصدق بين الزوجين، فإن العلاقة الزوجية تبدأ في الضعف والانفكاك، وتزداد المشاكل الأسرية بسبب الكذب بين الزوجين وعدم وجود الثقة.
المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية النفسية
المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية النفسية كثيرة، فإن نشأة الطفل في بيئة مفككة أسريًا ونشأة على العنف والأصوات العالية بين الأبوين، فإن الطفل يتأثر نفسيا حيث يصبح مكتئبا، خائفا، متردد دائما، ضعيف الشخصية، لا يمتلك الثقة بالنفس، وقد يكتسب العنف والصوت العالي وعدم الاتزان النفسي من كثرة مشاكل الأسرة التي يعيش بينها.
المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية الدراسية
يغفل الأباء عن المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية الدراسية، حيث يظن البعض أنه لا علاقة بين المشاكل الأسرية والأداء الدراسي للأبناء.
لكن تؤثر المشاكل الأسرية بشكل كبير على المستوى الدراسي للأبناء، حيث يقل المستوى الدراسي نتيجة إلى قلة تركيز الإذن أثناء اليوم الدراسي في المدرسة، مع عدم الرغبة في المذاكرة لغياب الدافع والمتابعة الأسرية، ومع الوقت يبدأ الإذن في عدم الإنتظام في الذهاب إلى المدرسة.
المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية الاجتماعية
تتمثل المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء من الناحية الاجتماعية في النتائج الآتية:
- يصبح الطفل منطويا ولا يحب التعامل مع الناس.
- ينسحب الطفل من التجمعات العائلية أو الاجتماعية.
- يكون الابن عنيف في التعاملات الإجتماعية مع الآخرين.
- يمكن أن تزداد المشاكل والنزاعات بين الابن والآخرين نتيجة لما يعيشه من خلافات أسرية.
- قد يفكر الابن في الانتحار ليتخلص من مشاكل أبويه.
يمكنك ايضا الاطلاع على فيديو بعنوان الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين
العواقب السلبية التي قد تنتج من تفاقم المشاكل الأسرية
تحدث عواقب سلبية كبير من تفاقم المشاكل الأسرية، ومن هذه العواقب الآتي:
- اضطرابات نفسية لدى الأبناء.
- انفصال الزوجين وانهدام الأسرة.
- تراجع المستوى التعليمي لدى الأبناء.
- انعدام الثقة بالنفس لدى الأبناء.
- خلل في سلوك الأبناء.
- زيادة العنف والعصبية لدى الأبناء.
- عدم قدرة الأبناء على الإنسجام مع الأصدقاء.
كيف يمكن الوصول لحلول عملية للمشاكل الأسرية؟
بعد معرفة المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء، نتعرف على كيفية الوصول لحلول عملية للمشاكل الأسرية.
حيث يمكن حل المشاكل الأسرية بين الزوجين من خلال الآتي:
التحلي بالهدوء وتجنب الانفعال
عند حدوث خلاف بين الزوجين فإن العصبية تزيد من المشكلة لذلك ننصحك بالهدوء وتجنب الانفعال حتى يتم تفريغ الطاقة السلبية ثم التحدث في المشكلة في وقت آخر تكون فيه أكثر هدوءا.
محاولة التركيز على الحل لا على المشكلة ذاتها
إن محاولة النقاش الهادئ ومحاولة إيجاد حل للمشكلة بدلا من التركيز على المشكلة ذاتها يساعد كثيرا في التخلص وحل المشكلة بين الزوجين.
إعلاء مبدأ التسامح بين الزوجين
لابد على كل زوج من الزوجين أن يتقبل مبدأ التسامح، بحيث يسامح الطرف الآخر في حالة الخطأ، حيث يساعد ذلك على تقبل الآخر وتقليل حجم المشاكل بين الزوجين.
تحديد وقت التحدث
إن تحديد وقت يومي للقاء الأسرة كاملة والتحدث معا في أي شأن من شؤون الحياة يساعد على تقارب أفراد الأسرة من بعضهم وزيادة التفاهم فيما بينهم، ما يساعد في عدم حدوث مشاكل أسرية.
الخلاصة
إن المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء كبيرة حيث يمكن أن تؤثر بالسلب تأثيرا كبيرا على حياة الأبناء.
وتنتج المشاكل الأسرية بسبب ضغوطات الحياة اليومية، وعدم الثقة بين الزوجين وتدخل الآخرين في الشؤون الخاصة بالزوجين.
ومن أنواع المشاكل الأسرية المشاكل الاقتصادية والمشاكل النفسية ومشاكل ضعف الثقة.
وتؤثر المشاكل الأسرية على الأبناء من الناحية الاجتماعية حيث ينسحب الطفل من العلاقات الاجتماعية والتعامل مع الأشخاص.
كما تؤثر المشاكل الأسرية على الأبناء من الناحية الدراسية فيقل تركيز الأبناء في الدراسة ولا يكن لديهم الدافع والاهتمام للدراسة.
كما تؤثر من الناحية النفسية حيث يصاب الأبناء بالاكتئاب والعزلة ويصاب بالتردد وفقدان الثقة في النفس.
احجز الآن مع دكتور سالي الشيخ استشاري الطب النفسي

دكتورة سالى محمد الشيخ دكتوراه الطب النفسي والاستشارات الزوجية والعائلية، كليه الطب القصر العينى. دكتوراه الطب النفسى - القصر العينى. عضو الجمعيه العالمية للطب النفسى. عضو الجمعيه العالمية للعلاج الجمعى. استشارى العلاقات الزوجيه والاسريه.