المياه الزرقاء في العين: صحة العيون مع التقدم في السن

التقدم في السن يعتبر من عوامل الخطر للإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية الخاصة بالعيون مثل ضعف النظر وتشوش الرؤية والمياه البيضاء وغيرها ، بينما واحدة من أشهر الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن هو مرض المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما، وفيما يلي نتعرف على أسباب مرض المياه البيضاء في العين وعلاقتها بالتقدم في العمر، كما نجيب على سؤال هل مرض الجلوكوما وراثي؟

في البداية مرض المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما هو عبارة عن ارتفاع الضغط بداخل العين وذلك بسبب تراكم سوائل العين نتيجة لعدم تصريفها بشكل سليم، مما يؤثر على العصب البصري مسببًا تلف جزئي به قد يتطور لمراحل أكثر خطورة في حالة عدم التدخل المبكر وعلاجه بشكل سليم.

كيف تحدث الإصابة بالمياه الزرقاء؟ 

يوجد في العين السائل المائي الذي يفرز بشكل منتظم ويتم تصريفه بشكل منتظم لخارج العين (وهذا السائل لا يعتبر جزءًا من الدموع)، وتحدث الإصابة بالجلوكوما نتيجة لعدم التوازن بين كميات السوائل التي تفرزه العين والقدرة على تصريفه بانتظام، ونتيجة لعدم التوازن يتجمع السائل داخل العين مسببًا ضغط على العصب البصري، وهناك بعض الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسبب الإصابة بالمياه الزرقاء مثل:

• إنسداد أو ضيق في القنوات المسؤولة عن تصريف السوائل.
• وجود التهابات في العين تؤدي لضيق قنوات التصريف.
• إصابات العين يمكن أن تؤدي إلى تلف الأنسجة في القنوات.

وتتمثل خطورة تراكم السوائل في داخل العين إلى زيادة الضغط في العين عن المعدلات الطبيعية  مما يسبب تأثر جميع أنسجة العين الداخلية ومنها حدوث تلف جزئي في العصب البصري وهو ما لا يمكن علاجه حتى لو تم التحكم في معدل الضغط بعد ذلك، ويوضح ذلك مدى خطورة المياه الزرقاء على العين.

اقرا ايضا المياه الزرقاء في العين أسبابها وعلاجها

ما هي علاقة التقدم في السن بالإصابة بمرض المياه الزرقاء في العين؟

أثبتت بعض الدراسات أن التقدم في السن ليس فقط مجرد عامل خطر للإصابة بالجلوكوما، لكن يساهم أيضًا في تسريع وتيرة تطوره والتأثير على العصب البصري خصوصًا في مجموعة المرضى من الأصول اللاتينية أو الأفريقية، وفي النوع الأكثر شيوعًا (الجلوكوما مفتوحة الزاوية) يتأثر العصب البصري الذي يتكون من خلايا عصبية معقدة والمسؤول عن نقل الإشارات من العين إلى مناطق في المخ، ويساهم التقدم في السن في ضعف العصب البصري مما يزيد من خطورة المياه الزرقاء على العين، إذ يصبح أقل قدرة في التعامل مع المشاكل التي قد تصيبه مثل ارتفاع ضغط العين وكذلك صعوبة التعامل مع تصريف السوائل داخل العين بشكل سليم مما يؤدي لتراكمها وارتفاع الضغط بداخل العين بشكل تدريجي يؤدي لتضاؤل الرؤية بشكل تدريجي منتظم على مدار السنين.

متى يتم فحص العين بانتظام للكشف عن مرض المياه الزرقاء في العين؟

الفحص المنتظم على العين يمكن أن يجنبنا الكثير من الأمراض في مراحلها الأولى ومنها مرض المياه الزرقاء في العين، وتوصي الأكاديمية لطب العيون بإجراء فحص:

• كل 5:10 سنين إذا كنت أقل من 40 سنة.
• كل 2:4 سنوات إذا كنت بين 40 و 54 سنة.
• كل 1:3 سنوات إذا كنت بين 55 و64 سنة.
• والمرضى 65 أو أكبر يتم الفحص كل سنة أو سنتين على الأكثر، وذلك لتجنب خطورة المياه الزرقاء على العين.

إذا كنت معرضًا لخطورة الإصابة بمرض المياه الزرقاء في العين، فسوف تحتاج إلى إجراء فحوصات بشكل متكرر أكثر. ويحدد الطبيب المعالج جدول الفحوصات المناسب لك حسب حالتك.

ما أهمية فحص العين بشكل منتظم؟

إذا كنت من كبار السنة وتتساءل دومًا عن علامات وأعراض الجلوكوما (المياه الزرقاء) وهل مرض الجلوكوما وراثي، ففي الواقع لا تظهر أي علامات واضحة، ويتم تشخيصه فقط على يد طبيب متخصص، لذا يجب فحص العين بشكل منتظم حسب توصيات الجمعية الأمريكية لطب العيون، وذلك للبالغين الذين لا توجد لديهم أي أعراض أو عوامل خطورة للإصابة بأمراض العين، وفحص العين بشكل منتظم لأي شخص فوق ال40 سنة وخاصة للمرضى الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بـ المياه الزرقاء في العين. وكذلك إذا كنت قد أجريت فحص المياه الزرقاء في العين فيجب تكرار الفحص بعد مرور سنوات وذلك لأنها تتطور مع التقدم في السن. وتأتي ضرورة فحص العين بشكل منتظم نظرًا لأن المياه الزرقاء في العين يطلق عليها سارق النظر وذلك لإن أعراضها تتطور ببطء مع تقدم العمر بدون ظهور أعراض حتى وصول التأثير على البصر.

هل تؤثر المياه الزرقاء في العين على الأطفال؟

هناك أكثر من نوع من المياه الزرقاء يمكن أن يؤثر على الأطفال ومنها: 

• الجلوكوما الأولية وهي الجلوكوما الناتجة عن العيوب الخلقية التي تمنع تصريف سوائل العين بشكل طبيعي، وغالبًا ما تكون في العينين، وتتطور عند حديثي الولادة نتيجة عامل وراثي، ويجيب ذلك على سؤال هل مرض الجلوكوما وراثي.
• الجلوكوما الثانوية التي تظهر بسبب أمراض أخرى أو بعد عمليات أخرى في العين مثل علاج المياه البيضاء أو الكتاراكت عند الأطفال.

وأكبر من ذلك في مرحلة الطفولة والمراهقة قد تظهر نتيجة التعرض لحادث ما أو بسبب كثرة التعرض واستخدام أدوية العين بشكل خاطئ.

هل يمكن علاج مرض الجلوكوما؟

لا يمكن علاج التلف في العصب البصري(الجاوكوما) حتى بعد التحكم في ضغط العين، لكن يمكن بشكل بسيط إيقاف تطور مرض المياه الزرقاء في العين ومنع تطورها ووصولها لمراحل معقدة تصل مضاعفاتها لفقدان البصر بشكل كامل، وهنا يأتي دور التشخيص المبكر، حيث يلعب دور في وضع خطة علاجية تمنع تطور المرض.