ما هي النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم؟
دكتور حاتم عبد اللطيف
يرتفع عدد المصابين بمرض السكر بمرور الوقت. وهذا يثير الخوف من وجود زيادة في نسبة السكر في الدم.
لذا، من المهم التوعية بشأن: ما هي النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم أو المصاب بالسكري؟ هل ارتفاع نسبة السكر في الدم تعني دائمًا الإصابة بمرض السكري؟ تابع القراءة لمعرفة التفاصيل.
ما هو مرض السكر أو السكري؟
يعرف معظم الأشخاص مرض السكر على أنه ارتفاع في نسبة السكر في الدم عن النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم لفترات زمنية طويلة.
طبيًا، يتم تعريف مرض السكر أو داء السكري بأنه مرض مزمن يحدث نتيجة نقص إنتاج هرمون الأنسولين من البنكرياس أو نقص استجابة الجسم للأنسولين.
يحدث مرض السكري بالآلية التالية:
- يعمل الأنسولين على إدخال الغلوكوز الخلايا لتستخدمه في إنتاج الطاقة التي تحتاجها لأداء الوظائف الحيوية المختلفة.
- عندما تنقص كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم أو لا ينتج الجسم الأنسولين بكميات طبيعية ولكن الخلايا لا تستجيب له يتراكم السكر في الدم.
- بمرور الوقت تؤدي نسبة السكر المرتفعة في الدم إلى أضرار خطيرة على أعضاء الجسم المختلفة خاصة الكلى، الأوعية الدموية، والأعصاب.
ما هي أنواع مرض السكر؟
تشمل أنواع مرض السكر الآتي:
داء السكري من النوع الأول
يمثل هذا النوع 15% من مرضى السكر، ويحدث نتيجة لرد فعل مناعي غير طبيعي من الجسم ضد خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين مما يؤدي إلى نقص أو انعدام إنتاج الأنسولين.
حتى الآن، لا يوجد توضيح للسبب الفعلي وراء رد الفعل المناعي هذا، ولكن تم ملاحظة ارتباطه بعوامل جينية وبيئية مثل العدوات الفيروسية.
يمكن أن يصاب به الأشخاص في مختلف الأعمار، ولكنه عادة يحدث عند الأطفال والمراهقين. ولا يستطيع هؤلاء المرضى العيش دون أخذ أدوية الأنسولين.
داء السكري من النوع الثاني
يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من مرض السكري؛ حيث يصاب به نحو 85% من مرضى السكر. يتميز بأن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين المنتج. وبالتالي، يرتفع مستوى السكر في الدم رغم وجود كمية طبيعية من هرمون الأنسولين في الدم.
وبالإضافة لذلك، يمكن أن تكون الكمية المنتجة من الأنسولين غير كافية لحاجة الجسم أو يتم إنتاج أنسولين بتركيب غير طبيعي. ويحدث هذا النوع غالبًا لمن هم في مرحلة منتصف العمر.
مرحلة ما قبل السكري
يعد هذا النوع مرحلة سابقة لمرض السكري من النوع الثاني؛ حيث تكون كمية السكر في الدم مرتفعة عن النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشير إلى مرض السكر من النوع الثاني.
سكر الحمل
يتطور هذا النوع عند بعض السيدات أثناء الحمل، وغالبًا ما يتم التخلص منه بعد الولادة. ولكن الإصابة بسكر الحمل تزيد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
يمكنك الاطلاع ايضا على فيديو بعنوان أعراض أورام المعدة
ما هو سكر الحمل ومتى يحدث؟
سكر الحمل (Gestational Diabetes) هو أحد أنواع مرض السكر ممكن حدوثه لبعض السيدات أثناء الحمل رغم عدم إصاباتهم المسبقة بداء السكري.
يحدث سكر الحمل عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الأنسولين أثناء الحمل. ترفع نسبة السكر عن النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم نتيجة مقاومة خلايا الجسم للأنسولين.
وتتعدد الأسباب التي تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين مثل:
- زيادة وزن الجسم.
- وجود تغيرات هرمونية قد تتضمن زيادة الهرمونات ذات التأثير المعاكس لتأثير هرمون الأنسولين.
هل ارتفاع نسبة سكر الدم دائما ما تشير لمرض السكر؟
ليس ضروريًا أن يشير ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى الإصابة بمرض السكر. توجد أسباب عديدة لارتفاع نسبة السكر في الدم غير مرض السكر منها:
- التوتر
- أثناء المرض مثل الإنفلونزا
- الإفراط في تناول الطعام خاصة الحلويات
- قلة أداء النشاط البدني
- إهمال أخذ الأدوية المعالجة لمرض السكر
- تعاطي أدوية معينة مثل الستيرويدات
ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري؟
تتضمن أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم عن النسبة الطبيعية للسكر في الإنسان السليم التالي:
- الجوع الشديد
- العطش الشديد
- التبول بكثرة
- خسارة الوزن بشكل غير مبرر
- الإرهاق والتعب
- العدوى والالتهابات المتكررة
- ظهور تقرحات بطيئة الشفاء خاصة في القدم
- ضعف الانتصاب
- ضعف القوة العضلية
هذه الأعراض تختلف حسب مقدار ارتفاع نسبة السكر عن النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم وعادة لا يختبر المريض أي أعراض لفترات زمنية طويلة، ويكون أول عرض له هو أحد مضاعفات مرض السكري.
ما هي النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم
تختلف النسبة الطبيعية في الدم من وقت لآخر اعتمادًا على مواعيد تناول الطعام كالتالي:
- تكون نسبة السكر في الدم قبل تناول الطعام بين 99 - 72 ملليغرام/ ديسيلتر
- تكون نسبة السكر الطبيعية في الدم بعد تناول الطعام أقل من 140 ملليغرام/ ديسيلتر
وتختلف النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم حسب الفئة العمرية؛ الأطفال والمراهقين يمتلكون نسب سكر أعلى في الدم بشكل طبيعي، قد تصل إلى 180 ملليغرام/ ديسيلتر بعد الوجبات.
ما هي النسبة المتوقعة للسكر في دم الإنسان المصاب بالسكري؟
في حال مرض السكري من المتوقع ارتفاع نسبة السكر في الدم عن النسبة الطبيعية والحصول على النسب الآتية:
نوع مرض السكري | قبل الوجبات/ أثناء الصيام | بعد الوجبات |
مرحلة ما قبل مرض السكري | 100- 125 ملليغرام/ ديسيلتر | 140- 199 ملليغرام/ ديسيلتر |
مرض السكري | 126 ملليغرام/ ديسيلتر أو أكثر | 200 ملليغرام/ ديسيلتر أو أكثر |
كيفية تشخيص مرض السكر
يتم تشخيص مرض السكر ومتابعته من خلال اختبارات قياس نسبة السكر في الدم، والتي تتضمن:
اختبار سكر الدم صائم
يتطلب هذا الفحص الصيام عن الطعام والمشروبات عدا الماء لمدة 8- 12 ساعة قبل إجرائه. ويتم من خلال أخذ عينة من دم المريض وقياس نسبة السكر بها.
اختبار سكر الدم فاطر
غالبًا يتم إجراء هذا الفحص بعد الانتهاء من أخذ عينة اختبار سكر الدم الصائم. ويتم في الخطوات التالية:
- يًعطى المريض 75 جرام من الغلوكوز أو يتناول وجبة غذائية.
- بعد ساعتين من تناول الوجبة أو أخذ الغلوكوز يتم أخذ عينة دم أخرى لفحصها.
اختبار قياس سكر الدم التراكمي
يفيد هذا الاختبار في إعطاء فكرة عن متوسط السكر في الدم على مدار الشهرين أو الثلاثة شهور السابقة لإجراء الاختبار؛ حيث لا يقيس نسبة السكر الحر في الدم إنما نسبة السكر المرتبط ببروتين الهيموجلوبين الموجود في الدم.
وبالتالي، يتميز باستخدامه في متابعة مرضى السكري، مدى التزامهم بالعلاج، ويعتبر مؤشر خطورة لحدوث مضاعفات السكر مثل أمراض القلب وغيرها.
اختبار تحمل الغلوكوز الفموي
يتم إجراء هذا الاختبار في الخطوات التالية:
- يصوم المريض عن الطعام والماء لمدة 8- 10 ساعات
- يُعطى 75 جرام من الغلوكوز في هيئة عصير أو وجبة معينة
- يتم سحب عينات من الدم كل نصف ساعة على مدار ساعتين بعد تناول الغلوكوز
نصائح وقائية للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالسكري
لا توجد طريقة مضمونة لتجنب الإصابة بالسكري؛ لأن بعض عوامل الخطورة مثل العوامل الجينية لا يمكن التحكم فيها. وبالرغم من ذلك، توجد بعض عوامل الخطورة التي يمكن التحكم فيها وتجنبها.
ويمكن التحكم في هذه العوامل من خلال تغييرات حياتية تقلل من احتمالية الإصابة بالسكري مثل:
- الالتزام باتباع نظام غذائي صحي قليل السكريات، الدهون، والأملاح.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام مثل المشي لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
- تعلم تمارين التحكم في التوتر والقلق.
- الحد من التدخين وشرب الكحوليات.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا.
- شرب كميات مناسبة من الماء يوميًا.
- في حال اختبار أعراض مشابهة للسكري يجب طل الاستشارة الطبية مبكرًا.
- التوعية عن النسبة الطبيعية للسكر في دم الإنسان السليم والمصاب بالسكري.
عيادة الأستاذ الدكتور حاتم عبداللطيف أستاذ الجهاز الهضمي و الكبد بطب عين شمس