أقوى مضاد هيستامين
دكتور طبيب بالطو
يبحث الكثير من الناس عن أقوى مضاد هيستامين لعلاج الحساسية وأعراضها، مثل العطس ودموع العين وسيلان الأنف، وأيضًا الحكة والطفح الجلدي، ويعد الهيستامين من المواد اللازمة والنافعة في الجسم، إلا أن زيادته تسبب الحساسية وبعض الأعراض الأخرى التي تتطلب العلاج، وتعمل مضادات الهيستامين على منع تأثيرات الهيستامين في الجسم، وذلك في حالة زيادته عن الطبيعي.
وتتعدد مضادات الهيستامين وتختلف في تأثيرها، لذلك يعتمد اختيار أقوى مضاد هيستامين على الأعراض التي تعاني منها، ولكن بشكل عام قد يكون أفضل مضاد هيستامين هو الذي لا يسبب آثار جانبية مثل النعاس.
تتحدث الفقرات التالية عن الهيستامين وكيف تؤثر زيادته على أجسامنا، بالإضافة إلى معرفة مضادات الهيستامين من حولنا، والتعرف على أقوى مضاد هيستامين مناسب لما تعانيه من أعراض.
ما هو الهيستامين؟
عندما يكون الشخص مصابًا بالحساسية تجاه مادة معينة، مثل الغبار أو بعض أنواع الطعام، يعتقد الجهاز المناعي للجسم بأن هذه المادة ضارة للجسم بالرغم من أنها عكس ذلك.
على سبيل المثال قد يكون لدى البعض حساسية تجاه زبدة الفول السوداني، مما يدفع الجهاز المناعي إلى التعامل مع هذا النوع من الطعام على أنه ضار بالجسم، وذلك بالرغم من أن زبدة الفول السوداني غنية بالعناصر الغذائية المفيدة جدًا للجسم.
نتيجةً لاعتقاد الجهاز المناعي أن زبدة الفول السوداني ضارة بالجسم، فإنه يبدأ بسلسلة من الإجراءات من أجل حماية الجسم من هذه المادة، والتي يعتقد أنها مضرة، حيث تعمل هذه الإجراءات على تحفيز بعض خلايا الجسم لإفراز الهيستامين، وبعض المواد الكيميائية الأخرى في مجرى الدم.
إذًا الهيستامين هو أحد المركبات الكيميائية الموجودة داخل بعض خلايا الجسم، والتي تساعد الجهاز المناعي في أداء وظيفته، ولكن بالرغم من أن الهيستامين مفيد للجسم، إلا أنه يؤثر على بعض أجزاء الجسم مثل العين، والأنف، والرئتين والبشرة ويسبب أعراض الحساسية.
ولكن لماذا نبحث عن أقوى مضاد هيستامين بالرغم من أنه مفيد، لهذا فإنه تتلخص الإجابة في أن بعض الأشخاص لا تستطيع أجسامهم أن تعالج المستويات العالية من الهيستامين، فيما يُعرف بعدم تحمل الهيستامين، مما يتسبب في ظهور أعراض الحساسية مثل الحكة، واحمرار الجلد، وسيلان الأنف ودموع العين.
ما هي أسباب زيادة أو نقص الهيستامين؟
أحد أهم الأسباب وراء زيادة الهيستامين، هو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة منه، أو تحفز الجسم على إفراز الهيستامين، والتي تُعرف بمحررات الهيستامين.
إذ أن الهيستامين الموجود داخل الأطعمة يتم تكسيره، وذلك حتى لا تزداد نسبته في الجسم مسببًا المشكلات، وفي حالة حدوث عكس ذلك أي عدم تكسير الهيستامين قد يتسرب عبر بطانة الأمعاء، ويدخل لمجرى الدم مما يسبب حدوث استجابة مناعية، أما بالنسبة لمحررات الهيستامين فهي تحفز الجسم على زيادة إفرازه.
ومن هذه الأطعمة الغنية بالهيستامين:-
الكاتشب والخل.
الأسماك المعلبة، مثل التونة.
بعض الفواكه والخضروات، مثل السبانخ والطماطم.
المنتجات المخمرة أو طويلة النضج، مثل الجبن القديم والمخلل، واللحوم المصنعة، وبعض أنواع الخبز.
أما بالنسبة للأطعمة التي تعمل كمحررات للهيستامين فتشمل:-
الحمضيات.
بياض البيض.
الفول السوداني.
الأسماك والمحار.
وبالنسبة لأسباب نقص الهيستامين فتتمثل في زيادة إنزيم الديامين أوكسيديز، والذي يكسر الهيستامين، وقد يكون السبب وراء ذلك تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على بعض المواد التي تساهم في إفراز هذا الإنزيم بكثرة، وقد يكون السبب الآخر وراء نقص الهيستامين، هو مشكلات الجهاز المناعي، والتي قد يعاني منها بعض الأشخاص.
ما هي آثار زيادة أو نقص الهيستامين؟
بالنسبة لآثار زيادة الهيستامين فتتمثل في الإصابة بالحساسية تجاه الهيستامين فيما يُعرف بعدم تحمل الهيستامين، والذي يسبب أعراض مثل:-
التهاب الجلد.
الصداع النصفي.
طفح جلدي وحكة.
احتقان أو سيلان الأنف.
العيون الحمراء أو الدامعة.
مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال.
أما بالنسبة لآثار نقص الهيستامين فتتمثل في مشكلات الجهاز المناعي لمواجهة الأجسام الغريبة وحماية الجسم كما ذكرنا سابقًا، وبالإضافة إلى بعض المشكلات في عمل المعدة لأنها تنتج الحمض المعدي بمساعدة الهيستامين، كما يساهم الهيستامين أيضًا في عملية تنظيم النوم، مما يعني ظهور مشكلات في هذه العملية في حالة غياب الهيستامين.
ما هو مضاد الهيستامين؟
مضاد الهيستامين هو أحد الأدوية المستخدمة في علاج أعراض الحساسية، والتي يسببها الهيستامين مثل العطس، وسيلان الأنف، والتهاب الجلد، وتنقسم مضادات الهيستامين إلى مضادات تسبب النعاس، ومضادات لا تسبب النعاس كالتالي:-
مضادات الهيستامين المسببة للنعاس
هناك بعض أنواع مضادات الهيستامين تتسبب في الشعور بالنعاس، كنوع من أنواع الآثار الجانبية الخاصة بهذه المضادات، ولكن هذه المضادات تعد قديمة وتعرف باسم مضادات الهيستامين من الجيل الأول.
وتسبب هذه المضادات النعاس بسبب عبورها الحاجز الدموي الدماغي، والذي يتحكم في المواد التي تعبر إلى الدماغ، ولهذا يجب العلم جيدًا بالآثار الجانبية لهذه المضادات قبل تناولها، وذلك لتجنب حدوث المشكلات الأخرى مثل جفاف الفم والإمساك وصعوبة التبول.
كما أن مضادات الهيستامين من الجيل الأول ارتبطت بتعرض كبار السن للسقوط أو الكسر، وتوصلت الدراسات أيضًا أن هذا النوع من المضادات يسبب عدم القدرة على القيادة، وحوادث السيارات والطيران المميتة.
مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس
يعد الجيل الثاني والثالث من مضادات الهيستامين غير مسبب للنعاس في معظم الأحيان، وذلك لأنها لا تعبر الحاجز الدموي الدماغي، وتتميز أيضًا هذه المضادات بأنها لا تسبب أي من مضاعفات الجيل الأول مثل جفاف الفم، أو الإمساك وصعوبة التبول.
كما أنها تدوم لفترة أطول، مما يعني أنك بحاجة لاستخدامها مرة أو مرتين في اليوم، وبذلك قد يكون هذا النوع من المضادات هو أقوى مضاد هيستامين بالنسبة لك.
ما هي وظيفة مضاد الهيستامين؟
يتم إفراز الهيستامين من مجموعة من المستقبلات تُعرف بمستقبلات الهيستامين، وتتواجد هذه المستقبلات في الممرات الهوائية، الأوعية الدموية، والمعدة والمريء.
ويتم تحفيزها من قبل المواد المسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح أو بعض الأطعمة، مما يدفعها لإفراز الهيستامين، وتتمثل وظيفة مضادات الهيستامين هنا في منع إطلاق الهيستامين من المستقبلات الخاصة بإفرازه، أو منع تأثيره الضار على الجسم.
ما هي الأدوية الشائعة كمضاد هيستامين؟
يتم تقسيم مضادات الهيستامين إلى ما يلي:-
مضادات الهيستامين المسببة للنعاس
ديفينهيدرامين.
كلورفينيرامين.
مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس
سيتريزين (زيرتيك).
لوراتادين (كلاريتين).
فيكسوفينادين (أليجرا).
ويعتمد اختيار أقوى مضاد هيستامين على الأعراض التي تعاني منها، ولكن بشكل عام لا توجد أي دراسات توضح أقوى مضاد هيستامين بشكل خاص بالنسبة للمضادات التي لا تسبب النعاس.
ولكن بشكل عام توصلت الدراسات إلى أن الليفوسيتريزين لديه ميزة طفيفة عن باقي مضادات الهيستامين، والتي تساعد في تخفيف أعراض الحساسية، كما أنه وفقًا لعدة دراسات يساعد فيكسوفينادين (أليجرا) في تخفيف احتقان الأنف، الناجم عن التهاب الأنف التحسسي.
كما توصلت أحد التقارير أيضًا إلى أن فيكسوفينادين هو أقوى مضاد هيستامين من ناحية عدم تسببه في الشعور بالنعاس، إذ أنه أقل تهدئة وأقل تغييرًا للمهارات المعرفية والحركية، مقارنة بالمضادات الأخرى.
ولكن يُنصح وبشدة الاعتماد على الطبيب في اختيار أقوى مضاد هيستامين مناسب لحالتك، وذلك تجنبًا للآثار الجانبية الخاصة بمضادات الهيستامين والتي تشمل:-
الدوخة.
النعاس.
المخاط السميك.
اضطراب المعدة.
زيادة الشهية والوزن.
حدوث تغييرات في الرؤية.
الشعور بالتوتر أو الانفعال.
جفاف الفم والأنف أو الحلق.

قناة عامة لنشر الوعي الطبي - جرب البحث في شبكة بالطو عن ما يشغل بالك من مواضيع طبية.. بالطو أفضل طريقة لحجز موعد مع دكتور يفهم صحتك.

أخصائي ذكورة وعقم, الامراض الجلدية, مخ وأعصاب, فم وأسنان, جراحات التجميل والليزر, جراحة العظام, طب نفسي, جراحات الكلى, أنف وأذن وحنجرة, تغذية علاجية وسمنة