ما هي مدة التئام العظام

تُؤثِّر كسور العظام على حركة الإنسان خاصةً مع تعليمات الطبيب المُشدَّدة حول عدم الحركة لكن إلى متى يظل الوضع هكذا؟ نُقدِّم في هذا المقال أهم المعلومات التي تحتاجها حول مدة التئام العظام.

ما هي مراحل التئام العظام؟

تتحدَّد مدة التئام العظام حسب المراحل التي تمر بها على النحو التالي:

1- المرحلة الالتهابية

• تبدأ هذه المرحلة من لحظة كسر العظام، إذ يحدث تجمُّع دموي حول موضع الكسر، ثُمَّ يبدأ جذب كرات الدم البيضاء إلى هذه المنطقة.

• تتسبَّب كرات الدم البيضاء المناعية بالإضافة إلى بعض البروتينات في تورُّم واحمرار موضع الكسر، ومِنْ ثَمَّ التهاب المنطقة.

• يشعر المريض ببعض الألم نتيجة الالتهاب، لكن هذا الالتهاب مُحفِّز لنمو أوعية دموية جديدة، ومِنْ ثَمَّ بناء العظام والتئامها بعد الكسر.

2- مرحلة الإصلاح

• تبدأ هذه المرحلة بعد مرور أسبوعٍ من كسر العظام، إذ ينشأ الثَفن الرخو (Soft callus) محل التجمُّع الدموي الذي كان مُتكوِّنًا في المرحلة الالتهابية.

• يُصبِح الثفن أكثر صلابة بمرور الأسابيع التالية، ومع مرور 2 - 6 أسابيع يُصبِح قويًا بما يكفي ليُستخدَم بدلًا من العظام المكسورة.

3- مرحلة إعادة التشكيل

• أوشكت مدة التئام العظام على الانتهاء بالوصول إلى المرحلة الأخيرة مرحلة إعادة التشكيل.

• يتم إعادة تشكيل العظام الصلبة الجديدة المُتكوِّنة بما يجعل شكلها مُتناسقًا مع باقي العظام.

• قد تستغرق مدة التئام العظام عِدَّة شهورٍ أو سنواتٍ في بعض الأحيان، إذ يختلف هذا حسب طبيعة الكسر وعوامل أُخرى عديدة.

هل التورُّم طبيعي بعد الكسر؟

قد تتورَّم المنطقة بعد الكسر مباشرةً نتيجة الالتهاب الحادث، وهي أحد مراحل التئام العظام، لكن قد ينزعج البعض من الألم المُصاحِب لهذا التورُّم.

ينشأ هذا التورُّم نتيجة نشاط الجهاز المناعي وخلايا الدم البيضاء في تحفيز حركة الدم تجاه هذه المنطقة المُصابة لإمدادها بما تحتاج إليه من عناصر غذائية وغيرها؛ للمساعدة في التئام العظام.

هل العظم يعود كما كان بعد الكسر؟

يعود العظم كما كان بعد الكسر غالبًا طالما التزم المريض بتعليمات الطبيب حول عدم تحريك العظام خلال مرحلة الالتئام، إذ قد تتسبَّب الحركة في تشوهات العظام أثناء التئامها، ومِنْ ثَمَّ لا تعود العظام كما كانت في السابق.

هل العظم بعد الكسر يصبح أقوى؟

قد يشعر المريض خلال مرور مراحل التئام العظام بأنَّها أقوى من بقية العظام بعض الشيء لكنَّ هذا مُؤقت، إذ تُصبِح العظام المكسورة في النهاية بنفس قوة باقي عظام الجسم وليست أقوى من ذي قبل.

مراحل الألم بعد كسر العظام:

تختلف مدة التئام العظام حسب نوع العظام المكسورة، وكذلك قد تختلف مُدَّة الشعور بالألم، لكنَّ يمرُّ غالبًا بالمراحل الآتية:

1- ألم حاد مباشرةً بعد الكسر

• يشعر المريض بألمٍ حادٍ مُفاجئٍ بعد الكسر أو الإصابة مباشرةً، ومِنْ ثَمَّ قد تُوصَف الأدوية المُسكِّنة للآلام في هذا الوقت.

• قد يتسبَّب الكسر في تلف الأعصاب، ومِنْ ثَمَّ تُرسِل إشارات مُستمر للمخ، مِمَّا يُؤدِّي إلى شعور المريض بألمٍ حادٍ.

• قد يحتاج بعض المرضى إلى جراحة لإعادة مواءمة العظام، أو إلى جبيرة لتثبيت العظام ومنع حركتها خلال مدة التئام العظام.

2- ألم دون الحاد خلال مدة التئام العظام 

• ينتهي الألم الحاد بعد مرور أسبوعٍ أو اثنين، إذ تبدأ العظام في الالتئام والتعافي التدريجي.

• قد يشعر المريض خلال هذه المرحلة بألمٍ أقل من السابق قد يستمر لمُدَّة أسبوعين، وقد يصف الطبيب لذلك بعض الأدوية المُسكِّنة للآلام.

• يحدث الألم غالبًا نتيجة الالتهاب الحاصل أثناء مرحلة التئام العظام، وربَّما بسبب عدم تحريك العظام؛ للسماح بالتئامها بنجاح.

• لذا قد يُوصِي الأطباء بالعلاج الطبيعي خلال هذه المرحلة؛ لتقليل تيبُّس المفاصل والعضلات، وتقوية العضلات كذلك، مِمَّا يُساعِد على تقليل الشعور بالألم.

3- ألم مزمن بعد التئام العظام

• يُفترَض ألَّا يشعر المريض بالألم بعد انتهاء مدة التئام العظام، لكن إذا استمر بعدها عُرِف بالألم المزمن.

• لا يصل أغلب الناس إلى هذا النوع من الألم، لكن إِنْ حدث فرُبَّما يكون نتيجة تلف الأعصاب، أو وجود مرضٍ، مثل: التهاب المفاصل.

• يسهل علاج هذا النوع من الألم، ويختلف العلاج باختلاف السبب وراء ظهور هذا الألم.

• يصف الطبيب بعض الأدوية المُسكِّنة للآلام، بالإضافة إلى التوصية بممارسة التمارين الرياضية، والخضوع لعلاجٍ طبيعيٍ.

ما هي مدة التئام العظام؟

تُؤثِّر العديد من العوامل على مدة التئام العظام، مثل:

• نوع العظام التي كُسرت (تلتئم العظام الصغيرة أسرع من غيرها).

• شِدّة الكسر الذي يُعانِي منه المريض.

• سرعة الحصول على العلاج المُناسِب للكسر.

• اهتمام المريض وعنايته بالكسر من عدمه.

• صحة العظام والأنسجة الضامة الخاصة بالمريض.

• العُمر والحالة الصحية.

• مُعاناة المريض من التدخين، أو نقص التغذية، أو غيرها من المشكلات التي قد تُؤثِّر على مدة التئام العظام.

عادةً تتراوح مدة التئام العظام بين 6 - 12 أسبوع، وربَّما أكثر في بعض العظام حسب العوامل المذكورة بالأعلى.

لا يستغرق التئام العظام في الأطفال وقتًا طويلًا مُقارنةً بالبالغين، وتزداد مدة التئام العظام بشكلٍ ملحوظٍ لدى كبار السن.

ما الذي يساعد على التئام الكسر؟

ينبغي للمريض التزام تعليمات الطبيب حال الرغبة في تقليل مدة التئام العظام خاصةً التعليمات المُتعلِّقة بالراحة وعدم الحركة.

تُساعِد بعض الأمور الإضافية كذلك على التئام الكسر، مثل:

• التوقف عن التدخين: يُسبِّب التدخين مشاكل في تدفُّق الدم إلى العظام، مِمَّا يُؤثِّر على وصول العناصر الضرورية لاكتمال مدة التئام العظام.

• تناول أطعمة صحية: تحتاج العظام خلال فترة الالتئام إلى أنواع مُعيَّنة من العناصر الغذائية، مثل: الكالسيوم، وفيتامين أ، وفيتامين ب12، وفيتامين ج، وفيتامين د، وفيتامين ك، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل استشارة الطبيب بشأن الأطعمة التي تحتوي على هذه العناصر، أو الحصول على مُكمِّلاتها وتناولها بجرعاتٍ محسوبةٍ يُحدِّدها لك الطبيب.

• تجنُّب بعض الأدوية: قد تُؤثِّر بعض الأدوية على التئام العظام بالسلب، ومِنْ ثَمَّ يجب تجنُّبها، مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كإيبوبروفين، أو الستيرويدات، مثل: بريدنيزون، إذ تُثبِّط عمل الجهاز المناعي، وتُطيل مدة التئام العظام.

• عدم تحريك العظام: أهم نصيحة للمساعدة على التئام الكسر هي تجنُّب تحريك العظام المكسورة، إذ قد يزداد التلف بما يصعب معه التئام العظام.

• علاج الأمراض المزمنة: تتسبَّب الأمراض المزمنة غالبًا في إطالة مدة التئام العظام؛ لذا ينبغي للمريض الحصول على العلاج المُناسِب لِكُلِّ مرضٍ، مثل: مرض السكر، أو ارتفاع ضغط الدم، أو غير ذلك.

• زيارة الطبيب: في حالة ظهور أي علامة تدل على الإصابة بالعدوى، مثل: الاحمرار، أو التورُّم، أو زيادة الألم مع ارتفاع درجة الحرارة أو خروج إفرازاتٍ صديديةٍ، فلا بُدَّ من زيارة الطبيب للحصول على المضاد الحيوي المناسب لاستكمال مدة التئام العظام.

هل المشي يساعد على التئام الكسر؟

لا يُساعِد المشي على التئام الكسر بل ينبغي للمريض تجنُّب الحركة إلى أن يكتمل التئام العظام المكسورة.

متى يمكن المشي بعد الكسر؟

يستغرق التعافي بعد كسر الكاحل وقتًا يتراوح بين 6 - 10 أسابيع؛ لذا لا ينبغي المشي إلَّا بعد أن يأذن الطبيب بذلك، كما أنَّ المشي لا يبدأ فجأة بل يبدأ المريض عبر زيادة الحمل قليلًا على القدم المُصابة تدريجيًا إلى أن يتمكَّن من المشي.