هل يحتاج الأطفال إلى جراحات علاج السمنة؟

تُعتبر السمنة المفرطة عند الأطفال والمراهقين مشكلة صحية خطيرة في عصرنا حيث يعاني منها أعداد متزايدة عام بعد عام. وقد يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشاكل صحية كانت تُصيب فقط البالغين مثل داء السكري من النوع الثاني وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وعندما تبدأ هذه المشاكل في مرحلة الطفولة؛ فإنها غالبا ما تصبح أسوأ في مرحلة البلوغ وما بعده.

 ويُعاني الطفل المُصاب بزيادة الوزن الكبيرة أو السمنة من عدة مشاكل غير صحية تتمثل في: 

• ضعف الثقة في النفس  
• الحرج والانسحاب الاجتماعي
• الاكتئاب المزمن

ما هي فوائد إجراء جراحات علاج السمنة للأطفال؟

إن الطفل الذي يعاني من مرض السمنة منذ صغره يكون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة في مراحل عمره المختلفة، لذا يجب الاهتمام بحل هذه المشكلة منذ الصغر خاصةً إذا تعرض الطفل لمضاعفات السمنة بشكل مُبكر مما يحرمه من التمتع بطفولته كما يجب.

ويؤكد الدكتور عبد الرحمن الغندور استشاري جراحات السمنة والمناظير أن خضوع الأطفال والمراهقين أصحاب السمنة المفرطة لجراحات السمنة يجعلهم قادرين على فقدان كم كبير من أوزانهم والوصول للوزن الصحي. ولفقدان الوزن فوائد صحية كثيرة أهمها مثل:

• التمتع بطفولة طبيعية مليئة بالنشاط الحركي والذهني
• الوقاية من الإصابة بداء السُكري من النوع الثاني
• ضبط معدلات الكوليسترول وضغط الدم
• منع الإصابة بمشاكل التنفس أثناء النوم 

أنواع جراحات علاج السمنة المناسبة للأطفال والمراهقين:

تكميم المعدة هي العملية الأكثر شيوعًا ونجاحًا لعلاج السمنة لدى الأطفال والمراهقين نظرًا لسهولة إجرائها وانخفاض تأثيرها على المسار الطبيعي لامتصاص العناصر المختلفة. ولكن في بعض الأحيان يُمكن إجراء جراحة تحويل مسار المعدة للأطفال والمراهقين إذا لزم الأمر. ويتم إجراء جميع عمليات فقدان الوزن من خلال 3 - 5 فتحات صغيرة في البطن معتمدًا على المنظار الطبي ولذلك يُعرف ذلك النوع من العمليات بجراحات المناظير.

ويعزو نجاح جراحات إنقاص الوزن مع الأطفال والمراهقين إلى المميزات التي تمنحها تلك الجراحات ومنها:

• سهولة الشعور بالشبع أو الرضا عند تناول كميات أقل من الطعام
• صعوبة تناول كميات كبيرة من الطعام كما كان من قبل

من هم الأطفال المرشحين للخضوع لتكميم المعدة؟

يوضح الدكتور عبد الرحمن الغندور ضرورة اللجوء إلى مقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد ما إذا كان الطفل محتاجًا إلى الخضوع للجراحة أم أن بإمكانه فقدان وزنه بالطرق التقليدية مثل الرياضة وأنظمة الريجيم. وتشمل المبادئ التوجيهية العامة لتحديد مدى مناسبة جراحات السمنة للأطفال والمراهقين ما يلي: 

• بلوغ مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر
• أن يُعاني الطفل أو المراهق من مضاعفات صحية خطيرة تتعلق بالسمنة، مثل:
• داء السكري (ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم)
• ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
• الإصابة بالورم المخي الكاذب (زيادة الضغط داخل الجمجمة)
• الإصابة بالتهابات الكبد الشديدة الناجمة عن زيادة الدهون
• توقف التنفس أثناء النوم

ويجب أيضًا مراعاة بعض العوامل الأخرى قبل إجراء جراحات علاج السمنة للطفل أو المراهق ومنها:

• عدم تمكن الطفل من إنقاص وزنه أثناء التزامه ببرنامج غذائي محدد مع ممارسة التمارين الرياضية لمدة 6 أشهر على الأقل تحت رعاية طبيب التغذية المتخصص.
• هم الآباء والأطفال أيضًا للتغيرات المطلوب إجراؤها في نمط الحياة بعد الجراحة وكيفية الاستعداد لها.

الحياة ما بعد جراحات علاج السمنة للأطفال والمراهقين:

أظهرت الدراسات التي أُجريت على جراحات علاج السمنة لدى الأطفال والمراهقين مدى فعالية وأمان هذه العمليات لتلك الفات العُمرية. وبالالتزام ببعض الإرشادات البسيطة يُمكن تخطي أي آثار جانبية للجراحات على عملية النمو الطبيعي.

وحيث أن أجسام الأطفال والمراهقين لا تزال تتغير وتتطور، يجب الاهتمام بحصولهم على التنوع الكافي من العناصر الغذائية خلال فترة فقدان الوزن بعد الجراحة مع الالتزام بالكميات المحددة لكل فترة زمنية بعد الجراحة.

ولأن جراحة تحويل مسار المعدة تُغير قليلاً من الطريقة التي يتم بها امتصاص بعض العناصر الغذائية؛ قد يحتاج المراهقون الخاضعون للعملية إلى تناول بعض الفيتامينات والمعادن لبقية حياتهم للحفاظ على النسب الطبيعية لتلك المواد المغذية في الجسم. 

 أما في معظم حالات تكميم المعدة فعادةً ما لا تحدث تغيرات كُبرى في كيفية امتصاص المواد الغذائية. ومع ذلك؛ لا يزال بعض الأطفال والمراهقين بحاجة إلى تناول الفيتامينات والمعادن لضمان نموهم السليم. وتأتي إرشادات الطبيب المُعالج معيارًا فاصلًا في تحديد المتطلبات المختلفة لكل طفل طبقًا لحالته بعد إجراء جراحات علاج السمنة الأنسب لهم.