كيفية التعامل مع الضغوط في فترة جائحة كورونا
دكتورة سالي الشيخ
فرض تفشي وباء كورونا على الناس حول العالم المكوث في منازلهم، وإغلاق الحدود، واهتزت اقتصادات تحت وطأة انتشار العدوى بالفيروس. وقد يصعب على المرء أن يرى كل هذه الأحداث تتكشف أمامه دون أن يتملكه الحزن وتنال منه الكآبة والضغوط الاخرى.
من الوسائل النفسية العلمية التي ينصح بها الخبراء هي:
تشتيت الانتباه
عندما يؤرقك موضوع ما يثير مخاوفك، سواء كان تفشي فيروس كورونا المستجد أو تغير المناخ أو غير ذلك، فقد تجد نفسك رغما عنك تطالع أخباره وتتابع تطوره طوال الوقت.
لكن دراسة أشارت إلى أن استرجاع الحدث المسبب للضغط النفسي مرارًا وتكرارًا يرتبط بارتفاع ضغط الدم وتدني الحالة المزاجية، وقد يساهم تشتت الانتباه والتوقف عن التفكير في مسببات التوتر في خفض الضغط وإعادته إلى مستوياته الطبيعية.
ممارسة التأمل قد تضر أكثر مما تنفع
بينما تساعد ممارسة التأمل والاستغراق الذهني الكثيرين في التغلب على الضغوط النفسية، فإنها قد تزيد القلق والتوتر عند آخرين.
قد يتخذ البعض من التأمل فرصة لجذب الأفكار السلبية، وربما يجدون صعوبة في التوقف عن التفكير في الأحداث المسببة للقلق والضغط النفسي عندما يحاولون تصفية أذهانهم، وقد يكون من الأفضل لهؤلاء تشتيت انتباههم بأشياء أخرى غير التأمل.
النظر للأمر من منظور مختلف
عند تطبيق ذلك في حياتنا اليومية، قد يكون من الأفضل أن نذكّر أنفسنا في كل لحظة في الفترات العصيبة بأن نفعل كل ما بوسعنا للخروج من الأزمة أو الوقاية من المرض، مثل الحفاظ على النظافة العامة وترك مسافة مناسبة بيننا وبين الآخرين، بدلًا من التركيز على هدف واحد خارج عن سيطرتنا، كأن يقول المرء لنفسه "أنا لن أصاب بالمرض ولا يمكن أن أصاب به".
لا تبحث كثيراً وتركض وراء سعادتك
من البديهي أن يجري المرء وراء السعادة والمشاعر الإيجابية، لكن في واقع الأمر فإن السعي الدؤوب وراء السعادة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فكلما ركزنا على سعادتنا الخاصة، تجاهلنا سعادة الآخرين من حولنا، وهذا يدفعنا للانعزال ويبني حواجز بيننا وبين الآخرين.
التركيز على التفاصيل الصغيرة
بدلًا من الانشغال بتحقيق السعادة، ينصح البعض بالتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تبعث على البهجة.
ترتيب المنزل
لم لا تستغل فرصة الحجر الصحي لترتيب منزلك، أثبتت الدراسات أن ترتيب المنازل يؤثر إيجابيًا على النفس. وثبت أن الفوضى تعيقنا عن التركيز على المهام، وإذا اضطررت للعمل من المنزل، قد يساعدك الترتيب السريع للمنزل في إنجاز مهامك في وقت أقصر.
ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالأخبار الكئيبة، لكنها في الوقت نفسه، تساعد الكثيرين في التعرف على آخر الأخبار أولا بأول، والتواصل مع الأصدقاء والأقارب. وقد يكون الحل هو الامتناع عن إدخال الهاتف المحمول إلى غرفة النوم أو تحديد مواعيد صارمة للتوقف عن مطالعة الهاتف، وبهذا ستوازن بين سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي وبين إيجابيتها.
الخروج من المدينة
إذا كنت تعيش في المدينة، حاول أن تغادرها لفترة من الوقت، ما دمت تستطيع أن تترك مسافة آمنة بينك وبين الآخرين ولا تعرض نفسك ولا الآخرين للخطر.
إذ أشارت دراسات إلى أن معدل انتشار اضطرابات المزاج والقلق بين سكان المدن أعلى بمراحل منها بين سكان المناطق الريفية والساحلية.
في الوقت نفسه، فإن مناظر المياه والسماء الزرقاء تحسن الحالة المزاجية، ولخصت دراسة إلى أن زيادة الزرقة في البيئة بنسبة تتراوح بين 20 و30 % فقط كفيلة بأن تقلل من حالة الكآبة.

دكتورة سالى محمد الشيخ دكتوراه الطب النفسي والاستشارات الزوجية والعائلية، كليه الطب القصر العينى. دكتوراه الطب النفسى - القصر العينى. عضو الجمعيه العالمية للطب النفسى. عضو الجمعيه العالمية للعلاج الجمعى. استشارى العلاقات الزوجيه والاسريه.