تاريخ جراحات السمنة

السمنة المفرطة:

تعتبر السمنة مشكلة صحية رئيسية في جميع أنحاء بلاد العالم، وأصبحت مرضًا منتشرًا بين جميع فئات المجتمع، وتستمر الدلائل في الظهور وإثبات أن السمنة هي السبب الرئيسي في الإصابة بالكثير من الأمراض المرتبطة بارتفاع معدلات الوفيات مثل أمراض القلب وداء السكري وغيرهم.

المقياس لوجود السمنة هو مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يُحسب هذا المقياس بقسمة كتلة المريض (كجم) على ارتفاعه بالمتر مربع. ويتم الإشارة إلى طبيعية مؤشر كتلة الجسم في الحدود ما بين 18.5-24.9 كجم / م2، ويُمثل مؤشر كتلة الجسم من 25-29.9 كجم / م2 وزنًا زائدًا، أما السمنة فتبدأ مع مؤشر كتلة الجسم 30 كجم / م2 أو أكثر، وينقسم هذا التصنيف أيضا إلى فئة السمنة من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة.

جراحات السمنة أصبحت الطريقة الوحيدة التي توفر خسارة كبيرة ومستمرة للوزن بالنسبة للذين يعانون من السمنة المفرطة ولا يستطيعون فقدان الوزن بالشكل الطبيعي، مما يؤدي إلى تحسن حالة الأمراض المرتبط وجودها بالسمنة المفرطة.

وفي دراسة سويدية حديثة شملت 4047 مريضًا يعانون من السمنة، خضع نصف المرضى لإجراءات علاج السمنة، وتمت متابعتهم على مدار 14 عامًا.ووجد الباحثون أن جراحات السمنة قد ارتبطت بانخفاض كبير في عدد الوفيات التي تحدث بسبب الأزمات القلبية، كما انخفاض معدل الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

تاريخ جراحات السمنة:

يرجع ظهور أول عملية لجراحات السمنة في عام 1954، حيث أدخل كريمن ولين جراحة تحويل مسار المعدة (سوء الامتصاص)، وهي أول جراحة فعالة للسمنة في هذا الجزء من الجراحات، وقام بتقسيم المعدة الى جزئين؛ جزء علوى صغير وجزء سفلى كبير جعله متجاوزًا لحوالي 90٪ من الأمعاء الدقيقة، مما تسبب في حالة من سوء الامتصاص، وأدى إلى فقدان الوزن بشكل كبير.
ومع ذلك ، فقد أظهر المرضى العديد من الشكاوى والمضاعفات الثانوية لسوء الامتصاص ومنها على سبيل المثال: الإسهال، نقص الفيتامينات، أو ظهور البكتريا في الجزء السفلي من الأمعاء والذي تم تجاوزه. وأدى ذلك إلى حدوث مضاعفات كبرى مثل: فشل الكبد، التهاب المفاصل الحاد، ومشاكل الجلد، وبالتالي فقد طلب العديد من المرضى الرجوع في العملية والتخلي عن الجراحة مما أدى إلى البحث عن عمليات أفضل. 
تم عمل تعديلات في الإجراءات الأصلية للجراحة، وتطوير تقنيات الجراحة التي أدت إلى ظهور المفاهيم الأساسية الثلاثة التالية لجراحات علاج السمنة:

1-تصغير حجم المعدة وهو إجراء قابل للتعديل
2-تكميم المعدة

3-تحويل مسار المعدة Roux-en-Y gastric bypass
4-بالون المعدة

بداية ظهور جراحات السمنة:

تم تطوير العملية الأولى لجراحات علاج السمنة بعد أن وُجِد فيها الكثير من المخاطر فظهرت عمليات جديدة منها:

1-تطوير مجرى المعدة بواسطة ماسون Mason، والذي قام  بتدبيس المعدة واستخدام الأمعاء الدقيقة للتجاوز، وكان هناك مضاعفات جانبية ولكنها أقل من جراحة تحويل مسار المعدة الأولى.
2-تنفيذ عملية تصغير حجم المعدة الأفقي بواسطة برينتون وماسون مع الدبابيس بسبب تطور مجموعة متنوعة من الأجهزة الأساسية.
3-تحويل مسار المعدة Biliopancreatic  بواسطة Scopinaro وآخرون، وكانت تؤدى إلى سوء امتصاص المواد الغذائية أيضًا، ولكن كانت الآثار الجانبية أقل خطورة؛ حيث حدت من تطور تليف الكبد ونقص الفيتامينات الكبير في الأمعاء والزيادة البكتيرية.

4-التقسيم المعدى بواسطة Pace، والذي قام بعمل حقيبة صغيرة في المعدة؛ والتي بدورها تقلل من الشعور بالجوع.
5-تطوير نظام تصغير حجم المعدة الدائري بواسطة كل من Laws وPiantadosi

6-تكميم المعدة العمودى بواسطة Mason حيث كان الإجراء الأكثر استخدامًا عندما تم تحسينه باستخدام شبكة من البولي بروبلين لمنع تمدد المعدة.

7-تم التوصل إلى تحويل مسار المعدة Roux-en-Y gastric bypass بواسطة Torres، حيث كانت الجراحة الأفضل للمرضى الذين تجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم 50 كجم / م2.

8-قد تم إجراء جراحة تحويل Biliopancreatic بالتبديل مع الاثني عشر لأول مرة بواسطة Hes، ومن خلال هذه الجراحة تم القضاء على قرحة المعدة.

9-أعلن روتليدج لأول مرة عن جراحة تكميم المعدة المصغرة في عام 2001، وكانت هذه الجراحة تقوم من خلال استخدام المناظير في البطن لإنشاء حقيبة صغيرة من المعدة بحجم أصغر من التقنيات السابقة، وتجاوز جزء من الأمعاء الصغيرة للتقليل من تأثير سوء الامتصاص في المعدة على نفس طريقة Roux-en-Y.

10-أعلن مؤخرا بعض العلماء أن المرضى الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 60 كجم / م2 قد يحتاجون إلى عملية تكميم المعدة في أول الأمر، ثم اللجوء إلى تحويل مسار المعدة في الجزء الآخر من المعدة.