يوجد بين فقرات العمود الفقري أجزاء تسمى الأقراص الغضروفية، والتي تساعد في حركة الفقرات وتقلل احتكاكها ببعضها البعض، مما يعطي انسيابية في حركة العمود الفقري، وقد يحدث أحيانًا أن تتآكل أو تنزلق إحدى تلك الأقراص، وتترك مكانها وتبرز للخارج مسببة احتكاك الفقرات ببعضها، وضغط على العمود الفقري وكذلك على جذور الأعصاب الموجودة في تلك المنطقة، مما يُسببب ألمًا شديدًا وصعوبة في الحركة.

غالبًا ما يعتمد الأطباء في بداية اكتشاف الانزلاق الغضروفي على العلاج الدوائي، فيتم وصف مسكنات الألم ومضادات الالتهابات للمرضى، وذلك مع إلزام المرضى بالراحة التامة لمدة معينة وتجنب فترات الجلوس الطويلة، والابتعاد عن الحركات التي قد تسبب ألم في المنطقة المصابة. وهناك نسبة صغيرة من المرضى تتطلب حالة انزلاق الغضروف لديهم التدخل الجراحي، حيث يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي بعد فترة من الاعتماد على العلاج الدوائي دون جدوى، وكذلك للمرضى الذي يؤثر الانزلاق الغضروفي عليهم بشكل كبير، فيسبب ضعف العضلات أو صعوبة في الوقوف أو المشي، وقد يحتاج المريض بعد العملية إلى جلسات إعادة تأهيل مع طبيب العلاج الطبيعي.

قد تتحسن حالة المريض المصاب بالانزلاق الغضروفي في غضون 6-7 أسابيع في الحالات العادية، وذلك مع التزامه التام والدقيق بتنفيذ تعليمات الطبيب. ويستطيع المريض ملاحظة علامات الشفاء من الانزلاق الغضروفي بنفسه، حيث أنه يستطيع الحركة بشكل أفضل وكذلك ممارسة حياته الطبيعية كما كانت قبل الإصابة، كما يقل الإحساس بالألم أثناء الحركة، وكذلك يختفي شعوره بالتعب المستمر وآلام الفقرات.

تقع منطقة الفقرات القطنية أسفل الظهر في المنتصف بين الفقرات الصدرية والعجزية وتتكون من خمس فقرات، وتُعد منطقة الفقرات القطنية هي أكثر المناطق عرضة للإصابة بالانزلاق الغضروفي. ويحدث الانزلاق الغضروفي القطني عند تآكل أو تحرك إحدى الأقراص الغضروفية الموجودة بين الفقرات القطنية من مكانها الصحيح، وغالبًا ما يحدث الانزلاق الغضروفي القطني بسبب التقدم في العمر أو السقوط على الظهر والتعرض لحادث، أو حمل شيء ثقيل.

قد تختلف اعراض الانزلاق الغضروفي تبعًا لمكان حدوث الانزلاق بالضبط، ولكن من ضمن أهم أعراض الانزلاق الغضروفي، آلام اسفل الظهر وآلام وضغط على الرقبة وخدر في الذراعين والأكتاف أو الساقين، وكذلك ضعف العضلات ومشاكل في ثني الظهر وآلام وحرقة في الأرداف أو الوركين أو الساقين إذا ضغط الغضروف على العصب الوركي، بالإضافة إلى مشاكل في المشي والحركة.