القرنية المخروطية عند الأطفال : الأسباب، الأعراض، والعلاج

القرنية هي الطبقة الخارجية الصافية للعين، التي تعمل على حماية العين من التعرض للغبار والجزيئات الضارة والأشعة الفوق بنفسجية الصادرة من الشمس، كما تعمل مع عدسة العين على التركيز على الضوء حتى يمكن للشبكية والدماغ الحصول على رؤية واضحة.

وقد تتعرض القرنية لدى الأطفال لبعض العوامل التي تسبب ترققها وتغير شكلها، فتصبح الرؤية لدى الطفل ضبابية ومشوشة، وتعرف هذه الحالة باسم القرنية المخروطية عند الأطفال .

ما هي القرنية المخروطية ؟

القرنية المخروطية عند الأطفال هي حالة تترقق فيها القرنية نتيجة لبعض التغيرات الميكانيكية الحيوية في ألياف الكولاجين المكونة للقرنية، مما يتسبب في زيادة تدريجية في تقوس القرنية وترققها بمرور الوقت فتبدو أكثر بروزًا وتقوسًا جهة الخارج، وقد يحدث ذلك نتيجة لعوامل وراثية أو بعض العوامل الأخرى.

وتحدث هذه الحالة في الأطفال والبالغين، لكن تطورها لدى الأطفال يكون أسرع، وعادة ما تكون أكثر حدة، لذا يجب الانتباه إليها وسرعة تشخيصها، لمنع تدهور الحالة لدى الطفل وتجنب مضاعفاتها.

وغالبًا ما تصيب القرنية المخروطية الأطفال في سن البلوغ، وتحدث في الأطفال الأقل في العمر أيضًا فقد أصيب بها أطفال في الرابعة والسادسة من عمرهم. 

أسباب حدوث القرنية المخروطية عند الاطفال

أسباب القرنية المخروطية عند الأطفال قد لا تكون واضحة تمامًا، ولكن قد تم التوصل إلى مجموعة من العوامل التي قد تمثل الأسباب الرئيسية لحالات القرنية المخروطية عند الأطفال كما يلي:

• العوامل الوراثية: فقد وجد أن الطفل الذي يولد في عائلة بها حالة مصابة بالقرنية المخروطية يكون أكثر عرضة للإصابة بها عن غيره من الحالات.
• فرك العين بصورة مفرطة ومتكررة.
• اضطرابات الحساسية: فقد يتعرض العديد من الأطفال للإصابة ببعض أنواع الحساسية التي تسبب فرك العين بصورة مفرطة ومزمنة مما يعرضهم للإصابة بالقرنية المخروطية، مثل: حساسية الرمد الطبيعي، الإكزيما، والتهاب القرنية.
•   بعض الحالات المرضية التي قد يصاب بها الأطفال مثل: متلازمة داون، واعتلال الشبكية  الذي يصاب به الأطفال المبتسرين.

أعراض القرنية المخروطية عند الاطفال

أعراض القرنية المخروطية عند الأطفال تتمثل في مجموعة من الأعراض التي تظهر كتحذير للآباء من أن طفلهم قد يعاني من القرنية المخروطية، ومن أهم الأعراض التي يواجها الأطفال عند الإصابة بالقرنية المخروطية: 

• عدم وضوح الرؤية وتشوشها.
• التحسس المفرط تجاه الضوء الساطع.
• انتفاخ العين واحمرارها.
• رؤية ضبابية.
• والحالات المتقدمة من المرض يظهر لديها تطور سريع للإصابة بقصر النظر، وتندب القرنية.

وفي حالة الأطفال الذين يولدوا في عائلة لديها تاريخ مرضي مع الإصابة بالقرنية المخروطية، لا يجب الانتظار حتى تبدأ الأعراض في الظهور على الطفل، بل يجب أن يخضع الطفل لفحوصات دورية للتأكد من عدم إصابته بها، أو تشخيص المرض في مراحله المبكرة قبل أن يصل إلى مرحلة قد تكون الخيارات العلاجية المتاحة بها محدودة.

تشخيص القرنية المخروطية عند الاطفال

يمكن تشخيص إصابة القرنية المخروطية عند الأطفال من خلال مجموعة من الفحوصات المختلفة كما يلي: 

1. اختبار انكسار العين ويستخدم للكشف عن المشاكل الحادثة في الإبصار.
2. الفحص الطبوجرافي للعين، ويعد من أفضل الاختبارات المستخدمة لتشخيص القرنية المخروطية، فيمكن من خلاله قياس انحناء سطح العين وسمك القرنية، وعمل خريطة ملونة للقرنية تظهر ما بها من تغيرات، وما يميز هذا الفحص هو أنه يمكن من خلاله الكشف عن المؤشرات المبكرة للإصابة بالقرنية المخروطية، ومتابعة تطور المرض لدى الطفل.
3. فحص المصباح الشقي الذي يمكن من خلاله تحديد مقدار انحدار القرنية وترققها، والكشف عن التشوهات الحادثة في طبقات القرنية الخارجية والوسطى.
4. قياس انعكاس القرنية، ويتم عن طريق تسليط دائرة من الضوء على القرنية لتقيس الانعكاس الحادث، وبالتالي يمكن من خلاله تحديد شكل القرنية.
5. اختبار قياس سمك القرنية، ويستخدم لمتابعة تطور المرض، حيث يبلغ سمع القرنية الطبيعي 555 ميكرومتر، وعند الإصابة بالقرنية المخروطية يقل هذا السمك، وكلما تطورت الحالة لدى المريض كما يحدث عند الإصابة بتندب القرنية يقل السمك كثيرًا عن الوضع الطبيعي.

مراحل تطور القرنية المخروطية عند الاطفال

القرنية المخروطية عند الأطفال قد تمر بعدة مراحل، ويتوقف علاج الحالة على طبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل، ويمكن تقسيم الإصابة بالقرنية المخروطية إلى عدة مراحل كما يلي: 

1. المرحلة المبكرة: وفي تلك المرحلة من القرنية المخروطية يعاني الطفل من تشوهات بسيطة جدًا في القرنية، قد تظهر تأثيرًا محدودًا على الرؤية لدى بعض الحالات.
2. المرحلة المتوسطة: في هذه المرحلة تزداد التشوهات الحادثة في القرنية، وتنخفض جودة الرؤية لدى المريض باستخدام النظارات الطبية.
3. المرحلة المتأخرة: في المراحل المتأخرة من القرنية المخروطية تزداد التشوهات الحادثة في القرنية بدرجة كبيرة، ويزداد الترقق الحادث بها، وقد تصاب ببعض الندبات.

وبالطبع تختلف استجابة الحالة للعلاج وطريقة العلاج المستخدمة حسب المرحلة التي وصل إليها الطفل من الإصابة، لذا يساعد الكشف المبكر للمرض في إمكانية معالجته والحفاظ على عين الطفل من مواجهة المضاعفات الخطيرة المتعلقة بالمرض.

كيفية علاج القرنية المخروطية عند الاطفال

يمكن علاج القرنية المخروطية عند الأطفال من خلال مجموعة من الطرق التي يتوقف استخدامها وفعاليتها على المرحلة التي وصل إليها الطفل من الإصابة بالمرض، ومن أهم الطرق المستخدمة لعلاج القرنية المخروطية عند الأطفال: 

• ارتداء النظارات الطبية لتحسين الرؤية لدى الحالات التي تعاني من المراحل المبكرة من المرض، فذلك يساعد بدرجة كبيرة في علاج حالات قصر النظر والاستيجماتيزم، ويحفز أجزاء من الدماغ على النمو والتطور بشكل سليم.
• في الحالات المتقدمة من المرض والتي أصيبت بتندب القرنية والرؤية الضبابية، يمكن الخضوع لإجراء معروف باسم تشابك الكولاجين مع الريبولافين، ويعمل هذا النوع من العلاج على إبطاء وتوقف تقدم المرض عن هذا الحد، ومن ثم استقرار الحالة لدى المريض وعدم التعرض للمضاعفات الخطيرة مثل فقدان البصر.
• في الحالات المتأخرة جدًا من المرض، يتم اللجوء لجراحة زراعة القرنية، ولكن لا يفضل اللجوء إليها قبل أن يصبح الطفل بالغًا وفي الخامسة والعشرين من عمره، وحتى يصل إلى هذا العمر يتبع الأطباء بعض الإجراءات المساعدة التي تعمل على إبطاء تقدم المرض ومساعدة عملية زراعة القرنية أن تكون أكثر نجاحًا وتحقق نتائج مرضية لدى المريض.

هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟

قد يتساءل العديد من مرضى القرنية المخروطية عن إحتمالية أن يرث أطفاله هذا المرض، فقد أثبت العديد من الدراسات أن من بين كل عشرة آباء من مصابي القرنية المخروطية يوجد احتمال أن يكون لدى واحد منهم طفل مصاب بالقرنية المخروطية، كما وجد أن كثير من حالات القرنية المخروطية عند الأطفال ترجع إلى وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بالمرض.

نصائح طبية لمرضى القرنية المخروطية

إذا كان لديك طفل مصاب بالقرنية المخروطية، فيمكنك اتباع بعض النصائح التي يقدمها لك الطبيب للمحافظة على الوضع الصحي لعيني الطفل واستقرار وضعه النفسي والصحي قدر الإمكان، ومن أهم هذه النصائح: 

• مساعدة الطفل وتقديم الدعم النفسي اللازم له لتقبل وضعه الصحي دون الشعور بالاختلاف عن غيره من الأطفال.
• تشجيع الطفل على ارتداء النظارة الطبية، لتحسين جودة الرؤية لديه، والحفاظ على درجة الإبصار لديه من التدهور.
• مساعدة الطفل في التغلب على عادة فرك العينين بصورة مفرطة.
• المتابعة الدورية وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للطفل لدى طبيب متخصص على قدر عال من الخبرة والمهارة، والالتزام بكافة التعليمات التي يوصي بها.
• الحرص على معالجة حالات الحساسية التي تصيب الأطفال وتعرضهم لفرك العين بصورة مفرطة. 
• تجنب تعرض الطفل بصورة مباشرة لأشعة الشمس ووهج الأضواء شديدة السطوع.
• تجنب لمس يد الطفل لعينيه دون غسلها جيدًا.