عملية انعكاس الشرايين عند الأطفال حديثي الولادة

يُعتبر انعكاس الشرايين عند الأطفال حالة نادرة تصيب الأطفال منذ الولادة وتسبب الكثير من المشاكل الخطيرة للطفل التي قد تهدد حياته وذلك لأنها تحرم أجزاء الجسم المختلفة من الحصول على الأكسجين الذي تحتاجه لتظل حية وتقوم بوظائفها. تعرف في هذا المقال على كل ما يخص انعكاس الشرايين عند الأطفال وكيفية علاجه والتكيف معه.

ما هو انعكاس الشرايين عند الأطفال؟

انعكاس الشرايين عند الأطفال هو عيب خلقي نادر يصيب الأطفال منذ الولادة، حيث يتبادل الشريانان الرئيسيان الخارجان من القلب أي الشريان الرئوي والشريان الأورطي موضعهما مما يغير طريقة سريان الدم في الجسم، فيحدث نقص في كمية الدم الحامل للأكسجين الذي يتدفق عبر أجزاء الجسم مما يؤدي إلى حدوث خلل في جميع وظائف جسم الطفل لعدم حصولها على الأكسجين الكافي للقيام بوظائفها، مما يعرض الطفل لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى وفاته إذا لم يتم حل المشكلة، وعادة ما يتم اكتشاف الحالة قبل الولادة أو بعدها بساعات قليلة أو في خلال أسبوع واحد فقط من الولادة وذلك بسبب سرعة ظهور أعراض الحالة على الطفل.

كما أن هناك حالة أخرى من حالة انعكاس الشرايين تسمى حالة انعكاس الشرايين اليساري، ويحدث فيها أن يتبادل البطين الأيمن والأيسر موضعها، حيث يصبح البطين الأيمن في الجانب الأيسر من القلب والبطين الأيسر في الجانب الأيمن من القلب، وبالرغم من ذلك فإن الدم يسري بشكل طبيعي بين الجسم والرئتين ولا تظهر أية أعراض على الطفل لعدة سنوات حيث يتم تشخيصها غالبًا في مرحلة البلوغ وذلك لأنها بالرغم من دوران الدم بشكل صحيح فقد تسبب بعض المشاكل الصحية.

أسباب انعكاس الشرايين عند الاطفال 

يحدث انعكاس الشرايين عند الأطفال في مرحلة تكون قلب الجنين في رحم الأم لسبب غير معلوم كليًا حتى الآن، ولكن يُعزى السبب في كثير من الأحيان إلى العوامل الوراثية أو وجود تاريخ عائلي بالنسبة إلى أمراض القلب عند الأبوين، أو تخطي الأم لسن الأربعين أو إصابتها بسكري الحمل.

 ويحدث في هذه الحالة أن يتبادل الشريان الرئوي الذي يتصل بالبطين الأيمن للقلب ويحمل الدم من القلب إلى الرئتين ليتحمل بالأكسجين مكانه مع الشريان الأورطي الذي يتصل بالبطين الأيسر للقلب ووظيفته هي حمل الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.

وعندما يتبادلان موقعهما يتدفق الدم الغير مشبع بالأكسجين عبر أجزاء الجسم دون المرور بالرئتين، أما الدم المحمل بالأكسجين فيعود للرئة مرة أخرى دون المرور بأجزاء الجسم مما ينتج عنه الكثير من المشاكل والمضاعفات.

أعراض انعكاس الشرايين عند الاطفال

من ضمن أشهر الأعراض التي تصاحب انعكاس الشرايين:

• يتلون جلد الطفل باللون الأزرق.
• يصاب الطفل بضيق تنفس شديد.
• خلل في الكثير من أجهزة وأعضاء الجسم.
• فقدان الوزن الشديد.
• فقدان الطفل للشهية.

تشخيص انعكاس الشرايين عند الاطفال

يمكن تشخيص هذه الحالة أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة بوقت قصير جدًا.

1- التشخيص أثناء فترة الحمل:

يتم تشخيص حالة انعكاس الشرايين عند الأطفال أثناء فترة الحمل عن طريق بعض التحاليل الطبية والفحوصات التي يجب على الأم إجرائها وتسمى تحاليل ما قبل الولادة، ومن أهمها هو إجراء فحص السونار للاطمئنان على وضع الجنين بالإضافة إلى اختبار مخطط صدى القلب للطفل والذي يظهر إذا ما كان هناك أية مشاكل في تكوين قلب الطفل أم لا.

2- تشخيص ما بعد الولادة:

يتم تشخيص انعكاس الشرايين بعد الولادة  بساعات قليلة أو خلال أسبوع كحد أقصى وذلك عن طريق ملاحظة الأعراض التي تظهر على الطفل مثل إصابته بضيق تنفس أو تحول لون شفتيه وأطرافه إلى اللون الأزرق مع وجود اضطراب في ضربات القلب، بالإضافة إلى إجراء بعض الاختبارات التي يتأكد منها الطبيب مثل:

•  إجراء فحص الأشعة السينية لتصوير منطقة صدر وقلب الطفل.
• مخطط صدى القلب للطفل الذي يعتمد على الموجات فوق الصوتية لتصوير القلب بدقة.
• مخطط كهربية القلب الذي يقيس النشاط الكهربي للقلب.
•  اختبار قياس نسبة الأكسجين في دم الطفل.

عوامل خطر انعكاس الشرايين عند الاطفال

هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد فرص حدوث انعكاس الشرايين عند الأطفال مثل: 

• وجود تاريخ مرضي للأم بمرض الحصبة الألمانية.
• إصابة الأم بمرض فيروسي أثناء الحمل.
• شرب الأم للمشروبات الكحولية أثناء الحمل.
• التدخين أو التعرض بشكل كبير لدخان التبغ خلال فترة الحمل.
• إصابة الأم بمرض السكري أثناء فترة الحمل.
• وجود تاريخ وراثي مع أمراض القلب عند الأم أو الأب.

مضاعفات انعكاس الشرايين عند الاطفال

انعكاس الشرايين عند الأطفال يسبب الكثير من المضاعفات بسبب نقص وصول الأكسجين للأعضاء الحيوية في الجسم، ومن ضمن أشهر المضاعفات التي قد يسببها انعكاس الشرايين عند الأطفال :

• لن يتمكن الطفل من البقاء على الحياة بسبب نقص الأكسجين الذي يصل إلى أعضائه.
• فشل في أجهزة وأعضاء الجسم.
• يحدث فشل للقلب وذلك يحدث لأن البطين الأيمن يضخ الدم بضغط أعلى من المعتاد مما يسبب ضعف أو تصلب عضلات البطين الأيمن وتلف القلب وعدم قدرته على ضخ الدم بشكل صحيح للجسم.
• تلف الرئة وصعوبة التنفس.

علاج انعكاس الشرايين عند الاطفال

تُعتبر جراحة القلب المفتوح هي الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج انعكاس الشرايين عند الأطفال حيث يتم اكتشاف الحالة أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة بمدة لا تزيد عن أسبوع واحد، وتتضمن العملية تبديل موضعي الشريان الرئوي والشريان الأورطي وإعادتهما إلى موضعهما الصحيح وقد يتطلب الأمر ضبط موقع الشرايين التاجية الموجودة في القلب كذلك، ويحب أن تُجرى هذه العملية فور تشخيص الطفل بمرض انعكاس الشرايين حتى لا تسبب له أية مضاعفات خطيرة.

وتعتبر نسبة نجاح عملية انعكاس الشرايين عند الأطفال مرتفعة نسبيًا نظرًا إلى أن العملية معقدة وصعبة ولكنها قادرة على إنقاذ حياة الطفل، وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض المضاعفات التي قد تسببها العملية مثل اضطراب ضربات القلب وحدوث خلل في صمامات القلب، كما قد تسبب ضيق في الشرايين التاجية وضعف عضلات القلب.

الوقاية من انعكاس الشرايين عند الاطفال

يمكن الوقاية من إصابة الطفل بانعكاس الشرايين عن طريق ابتعاد الأم عن المشروبات الكحولية والتدخين أثناء فترة الحمل، كما يجب عليها عدم الجلوس مع المدخنين والتعرض لدخان التبغ بشكل مباشر، والاهتمام بأخذ كل التطعيمات اللازمة وتناول الفيتامينات المهمة خلال فترة الحمل وكذلك تناول حمض الفوليك.

 بالإضافة إلى متابعة نسبة السكر في الدم خلال فترة الحمل ومحاولة السيطرة عليها، ولكن لا يمكن وقاية الطفل من انعكاس الشرايين إذا كان سبب حدوثه هي العوامل الوراثية أو وجود تاريخ عائلي عند الأبوين للإصابة بأمراض القلب.

كيفية التكيف مع المرض والمساندة

بعد العملية الجراحية يحتاج الطفل إلى العناية بشكل خاص مدى الحياة، حيث يمنع الطفل بعد تقدمه في العمر من بذل أي مجهود عنيف كرفع الأثقال مثلًا أو الجري لأن مثل هذه النشاطات تسبب إجهاد عضلة القلب بشكل كبير لذا يجب عليك استشارة الطبيب الذي يستطيع وحده أن يحدد ما يجب أن يفعله الطفل وما يجب أن يتجنبه.

وإذا كان الطفل أنثى فقد لا تواجهها مشاكل مستقبلية مع الحمل إذا لم تكن تعاني من أية مضاعفات بعد العملية ولكن يجب أن تخضع لمراقبة وعناية خاصة من الطبيب على مدار أشهر الحمل وحتى الولادة، أما إذا كانت تعاني من بعض المضاعفات مثل اضطراب ضربات القلب أو ضعف عضلة القلب فقد يشكل الحمل خطرًا على صحة الأم، وفي بعض الحالات التي تعاني من مضاعفات شديدة لا ينصح بالحمل على الإطلاق.

كما يجب أن تدعمي طفلك المصاب بانعكاس الشرايين وتطلبي الدعم من العائلة والمحيطين به كذلك، لأنه لن يكون قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي حيث يجب عليه الالتزام بالقيود التي تفرضها عليه تلك الحالة مدى الحياة.

الخلاصة:

تنشأ حالة انعكاس الشرايين عند الأطفال بشكل أساسي بسبب العوامل الوراثية أو وجود تاريخ عائلي بالنسبة لأمراض القلب عند الأبوين، ويحدث فيها أن يتبادل الشريان الرئوي مكانه مع الشريان الأورطي مما يسبب عكس اتجاه سريان الدم داخل القلب، وتظهر المشكلة عند الطفل أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة بمدة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع.

 وتسبب تلك الحالة الكثير من المشاكل حيث أن أجهزة وأعضاء الجسم الحيوية لا تحصل على ما يكفيها من الأكسجين للقيام بوظائفها فيسبب ذلك الكثير من المضاعفات التي قد تهدد حياة الطفل، ويتم علاج تلك الحالة عن طريق الجراحة حيث يقوم الطبيب بتبديل مكان الشريان الرئوي والشريان الأورطي ووضعهما في مكانهما الصحيح مرة أخرى، وبالرغم من أن هذه العملية قد تسبب الكثير من المضاعفات إلا أنها قد تنقذ حياة الطفل، كما تعتبر نسبة نجاح عملية انعكاس الشرايين عند الأطفال مرتفعة نسبيًا.