كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الاطفال؟
دكتورة تيسير صابر عبدالدايم استشارى العلاج الطبيعى للبالغين والأطفال، تعد من أفضل أطباء العلاج الطبيعي في مصر ومتخصصة في تأهيل اضطرابات العمود الفقري، وعلاج تشوهات القوام، إذ حصلت على الدكتوراة في العلاج الطبيعى للأطفال، وأيضًا لكبار السن، كما أنها معالج دولي معتمد من مدرسة (شروث الألمانية isst) لتأهيل العمود الفقري، و(المعهد العلمي الإيطالى isico ) ومدرسة (side shift الإنجليزية) لتأهيل ما بعد جراحات العمود الفقرى، كما عملت الدكتورة في مستشفيات جامعة الزقازيق والهيئة العامة للتأمين الصحى، ورئيس قسم العلاج الطبيعي بمركز (زايد) للتأهيل التابع للقوات الجوية، وحاليًا تعمل بمركز العلاج الطبيعي مستشفى (صفوة الجولف) في مصر الجديدة.
في حالة أن لاحظت على ابنك أي تغيير في انحناء أو تقوس في العمود الفقري يجعله يبدو غريبًا قد تتساءل كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الاطفال؟ ولهذا يجب عليك أولًا معرفة أسباب التقوس وأعراضه بالإضافة إلى طرق التشخيص التي تساعد على ذلك؛ لبدء رحلة العلاج الصحيحة التي تمنع حدوث أي مضاعفات خطيرة فيما بعد، ولهذا سنتعرف على تلك التفاصيل من خلال المقال الذي بين أيدينا.
ما سبب تقوس الظهر عند الاطفال؟
قبل الإجابة على سؤال كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الاطفال؟ يجب أولًا معرفة أنواع تقوس الظهر وأسباب كل منها، فهناك نوعان من تقوس وانحناء الظهر وهما:
الحداب Kyphosis: وهو تشوه في العمود الفقري في الجزء العلوي من الظهر إلى الخارج أكثر من المعتاد، وهذه الحالة شائعة أكثر لدى الفتيات، وسبب تقوس الظهر عند الاطفال بهذا الشكل هو مشكلات في التمثيل الغذائي، أو الأمراض العصبية العضلية، أو مرض هشاشة العظام، أو السنسنة المشقوقة، ومرض شيرمان الذي يتسبب في انحناء الفقرات للأمام.
القعس Lordosis: وهو نوع من تقوس العمود الفقري الذي يكون فيه مكان الانحناء في أسفل الظهر مما يجعل الأرداف أكثر بروزًا، ومن أهم أسباب تلك الحالة هو الانزلاق الفقاري، أو مشكلة خلقية عند الولادة، أو مشكلة عصبية عضلية، أو جراحة في الظهر والحوض.
كيف أعرف أن الطفل لديه مشكلة في الظهر؟
لكي تعرف كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الأطفال يجب أولًا عمل تشخيص وفحص دقيق لمعرفة الحالة بالكامل وبدء العلاج الصحيح، ومما يجعلك تعرف أن الطفل لديه مشكلة في الظهر هو الفحص البدني عند طبيب متخصص في حالة ظهور أي علامات غريبة على شكل ظهر الطفل مثل الفرق في انحناء الكتف، انحناء الرأس للأمام مقارنةً ببقية الجسم، أو يبدو الظهر في أي من أجزائه بشكل أعلى من المعتاد.
وبعد ملاحظة تلك الأعراض يجب الإسراع في طلب الرعاية الطبية لتأكيد التشخيص عن طريق أي من تلك الاختبارات:
الأشعة السينية: والتي تلتقط صورًا للأنسجة الداخلية والعظام والأعضاء، كما تقيس زاوية منحنى العمود الفقري للطفل.
مسح العظام: يَستبعد هذا الاختبار وجود أي كسر أو إصابة في عظام الظهر.
التصوير بالرنين المغناطيسي: يُستخدم هذا الاختبار لعمل صورة مفصلة للأعضاء والهيكل العظمي لاستبعاد أي مشكلة في النخاع الشوكي.
الأشعة المقطعية: يستخدم أيضًا هذا الاختبار لعمل صورة مفصلة للجسم.
كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الاطفال؟
بعد معرفة الأسباب والتشخيص يمكن الآن معرفة كيف تتعامل مع تقوس الظهر عند الاطفال؟ والهدف من العلاج هنا هو منع الانحناء من التفاقم ومنع حدوث تشوهات، وتعتمد طريقة التعامل على الأعراض، عمر، وصحة الطفل المصاب بتقوس الظهر، وتتمثل طرق التعامل مع تقوس الظهر في الآتي:
الملاحظة والامتحانات المتكررة: يحتاج الطفل في تلك الحالة إلى متابعة منتظمة مع الطبيب لمعرفة ما إذا كان التقوس يزداد أم لا وفي بعض الحالات قد يتباطأ التقوس عند سن البلوغ، مع علاج الألم بالأدوية المسكنة والمتابعة فقط.
التمارين: هناك بعض التمارين المفيدة التي يستخدمها طبيب العلاج الطبيعي في حالة إن كان الطفل يعاني من الحداب بسبب التراخي في العضلات.
الاستعداد بالدعامة: أثناء نمو الطفل قد يوصي الطبيب باستخدام دعامة الظهر لبعض الوقت وذلك لمنع ازدياد التقوس.
الجراحة: عند ازدياد الانحناء بمرور الوقت وظهور أعراض جديدة تنذر ببداية تشوه، ولا تُجدي الدعامة في إبطاء تقدم التقوس، يجب حينها أن يتدخل الطبيب بالجراحة وذلك عند تسجيل منحنى 75 درجة أو أكثر.