تعرف على درجات ارتجاع الصمام الميترالي بالتفصيل

يعاني 10% من سكان العالم من درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة. وغالبًا تكون أعراضه صامتة لعدة سنوات حتى يصل إلى مراحله المتأخرة ومضاعفاتها.

وعند إهمال تشخيصه وعلاجه لفترات طويلة، قد يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل فشل القلب واحتقان الدم في الرئتين. لذا، من المهم التوعية بشأنه والحرص على الفحص الدوري للقلب.

تابع قراءة هذا المقال لمعرفة تفاصيل أكثر عن ارتجاع الصمام الميترالي، أسبابه، أعراضه، درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة، علاجها، وكيفية الوقاية منها.

ما هو ارتجاع الصمام الميترالي؟

طبيعيًا، يفصل الصمام الميترالي بين جزئي الجانب الأيسر من القلب. بحيث:

1. يفتح عند انقباض الأذين الأيسر ليسمح بمرور الدم منه إلى البطين الأيسر.
2. يغلق ليمنع رجوع الدم إلى الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر لضخ الدم إلى الشريان الأبهر.

ارتجاع الصمام الميترالي (Mitral Regurgitation) هو أحد أمراض الصمام الميترالي بحيث لا يستطيع الصمام أن يغلق بإحكام ويسمح برجوع الدم بشكل غير طبيعي إلى الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر. يُعرف أيضًا بقصور أو عجز الصمام الميترالي. 

يزيد ارتجاع الصمام الميترالي من العبء الواقع على القلب والجهد المطلوب منه لضخ الدم. وتختلف درجات ارتجاع الصمام الميترالي حسب الضرر الواقع على الصمام ونتائج تصوير الموجات فوق الصوتية (Echo).

ما هي أسباب ارتجاع الصمام الميترالي؟

يمكن أن تحدث درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة تُقسم إلى التالي:

الأسباب الأولية

وهي الأسباب التي تسبب ضررًا لشرفات الصمام الميترالي تحديدًا. وتتضمن:

• الحمى الروماتيزمية (Rheumatic fever).
• انسدال الصمام الميترالي (Mitral valve prolapse): يقصد به تدلي أحد وريقات الصمام الميترالي أو كليهما داخل الأذين الأيسر عند انقباض البطين الأيسر.
• التهاب الشغاف العدوائي (Infective endocarditis).
• أمراض النسيج الضام مثل: مرض الذئبة الحمامية الشامل.
• اعتلال وظيفة العضلة الحليمية (Papillary muscle dysfunction) التي تساعد في الحفاظ على الصمام الميترالي في موضعه.
• ترسب التكلسات على الليفة الحلقية للصمام الميترالي.

الأسباب الثانوية

هنا، تركيب شرفات الصمام الميترالي  يكون طبيعيًا. ولكن تضر هذه الأسباب الأجزاء التشريحية المحافظة على الصمام الميترالي في موضعه الطبيعي. ومن هذه الأسباب:

• فشل القلب.
• قصور الشريان التاجي.
• مضاعفات النوبة القلبية.
• اعتلال عضلة القلب التضخمي، الإقفاري، أو التوسعي.
• توسع الأذين الأيسر.

ما هي أعراض ارتجاع الصمام الميترالي؟

عادة لا تظهر أي أعراض مع درجات ارتجاع الصمام الميترالي الأولى؛ لأنه يتطور ببطء على مدار عدة سنوات. ولكن باستمرار تدهور الحالة ووصولها إلى درجات ارتجاع الصمام الميترالي المتأخرة قد تظهر الأعراض التالية:

• خفقان القلب بسرعة.
• اضطراب ضربات القلب.
• الإرهاق العام.
• ضيق التنفس.
• صعوبة بذل مجهود بدني.
• تورم الساقين.

قد يحدث ارتجاع الصمام الميترالي بشكل مفاجئ. لكن هذا نادر الحدوث. وتعد حالة طبية طارئة تستدعي العلاج الفوري يختبر المريض خلالها الأعراض التالية:

• انخفاض ضغط الدم.
• صعوبة التنفس.
• الدوخة.
• الإغماء.

درجات ارتجاع الصمام الميترالي

توجد درجات مختلفة من ارتجاع الصمام الميترالي بناءًا على شدة الضرر الواقع على الصمام ومدى قدرته على أداء وظيفته الطبيعية. درجات ارتجاع الصمام الميترالي أربعة، وهم:

الدرجة الأولى (Stage A)

• لا تظهر أي أعراض.
• تركيب الصمام ووظيفته طبيعية إلى حد كبير بتصوير الموجات فوق الصوتية.
• توجد عوامل خطورة تزيد من احتمالية تطور ارتجاع الصمام الميترالي.

الدرجة الثانية (Stage B)

• غالبًا لا تظهر أي أعراض.
• يظهر تصوير الموجات فوق الصوتية ارتجاع بسيط أو متوسط.
• يسرب الصمام الميترالي حوالي 30% من الدم بشكل غير طبيعي.

الدرجة الثالثة (Stage C)

• غالبًا، لا تظهر أعراض.
• يكون الضرر الواقع على الصمام الميترالي شديدًا.
• يسرب الصمام حوالي 50% من الدم بشكل غير طبيعي.

الدرجة الرابعة (Stage D)

• تظهر أعراض شديدة على المريض.
• يسب الصمام معظم الدم بشكل غير طبيعي.
• وجود مشاكل صحية أخرى مثل اعتلال عضلة القلب.

ومن المهم معرفة درجات ارتجاع الصمام الميترالي لأنها تساعد في تحديد أفضل خيارات العلاج المناسبة لكل حالة.

هل ارتجاع الصمام الميترالي خطير؟

بشكل عام، تكمن خطورة ارتجاع الصمام الميترالي في أن أعراضه تظل صامتة لعدة سنوات وتظهر عندما تسوء الحالة وتصل إلى درجات ارتجاع الصمام الميترالي المتأخرة.

لذا، تعتمد إجابة سؤال: "هل ارتجاع الصمام الميترالي خطير؟" على معرفة أي من درجات ارتجاع الصمام الميترالي يعاني المريض؛ لأن الدرجات الأولى لا تمثل خطورة وتحتاج فقط المتابعة الدورية والعلاج الدوائي. لكن درجات ارتجاع الصمام الميترالي قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل فشل القلب وقد تحتاج التدخل الجراحي.

ما هي مضاعفات ارتجاع الصمام الميترالي؟

قد تظهر مضاعفات مختلفة مع درجات ارتجاع الصمام الميترالي المتأخرة، منها:

• ارتفاع الضغط الرئوي (Pulmonary hypertension): يرتفع الضغط في الشرايين الرئوية نتيجة احتقان الدم في الرئتين.
• الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation): يعني عدم انتظام ضربات الجزء العلوي من القلب نتيجة توسع وتمدد عضلاته بفعل الدم المرتجع.
• فشل القلب (Heart failure): يعني عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ لحاجة الجسم. وذلك لأن ارتجاع الصمام الميترالي يزيد العبء على القلب والحاجة لبذل مجهود أكبر لضخ الدم بشكل كافٍ للجسم.

هل  يمكن علاج ارتجاع الصمام الميترالي نهائياً؟

لا يوجد علاج لإرجاع الصمام لحالته الطبيعية. ولكن يهدف علاج درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة إلى تقليل الضرر الواقع على الصمام، تخفيف الأعراض الظاهرة، وتقليل احتمالية المضاعفات.

ومن طرق العلاج المستخدمة:

العلاج الدوائي

تستخدم بعض الأدوية لتخفيف العلامات، الأعراض، أو المضاعفات الظاهرة مع درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة. ومنها:

• المضادات الحيوية في حالات الحمى الروماتيزمية والتهاب الشغاف العدوائي.
• مضادات التخثر لتجنب تكوين الجلطات الدموية.
• مدرات البول في حالات تورم الساقين وتراكم السوائل على الرئة.
• أدوية لخفض ضغط الدم المرتفع وتحسين وظائف القلب مثل مثبطات مستقبلات بيتا.

العلاج الجراحي

يتم علاج درجات ارتجاع الصمام الميترالي المتأخرة بالتدخل الجراحي بهدف إصلاح الصمام أو استبداله كليًا بصمام صناعي ميكانيكي أو بيولوجي. من التدخلات المستخدمة:

• القسطرة القلبية حيث يتم عمل شق صغير في منطقة الفخذ وإدخال أنبوب طويل، رفيع، ومرن من شريان الفخذ وصولًا إلى القلب لإصلاح الصمام.
• جراحة القلب المفتوح لاستبدال الصمام وعلاج مشاكل القلب الأخرى الممكن ظهورها.

كيف يمكنني الوقاية من ارتجاع الصمام الميترالي؟

للحفاظ على صحة القلب والوقاية من درجات ارتجاع الصمام الميترالي المختلفة، يُنصح باتباع التعليمات التالية:

• اتباع نظام غذائي سليم يتميز بكونه قليل الأملاح وقليل الدهن والكوليسترول.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي يوميًا لمدة 30 دقيقة.
• التحكم في ضغط الدم والحفاظ عليه ضمن النسب الطبيعية.
• تجنب التدخين، تعاطي الكحوليات، والمخدرات. فهذه العوامل تزيد الأعراض سوءًا وتسبب عدم انتظام معدل ضربات القلب..
• الحفاظ على الوزن الصحي المناسب لحجم الجسم؛ لأن زيادة الوزن تضيف عبئًا إضافيًا على جهد القلب.
• إذا كنت مريض قلب يجب الحرص على جرعات الأدوية المحددة والمتابعة الدورية مع الطبيب المشرف بانتظام.
• يجب على السيدات اللواتي يرغبن في الحمل ويعانين من أي درجة من درجات ارتجاع الصمام الميترالي التحدث مع طبيب القلب قبل الحمل لتحديد إمكانية ذلك والإجراءات اللازمة لذلك.