تعرف على طرق علاج ورم الكبد الخبيث

دكتور محمد عبد الحميد استشاري ودكتوراه جراحة الأورام والمناظير، متخصص في جراحة أورام القولون، وجراحة أورام الكبد، وجراحة أورام الأطفال، وجراحة أورام المعدة، بالإضافة لجراحات أخرى مثل جراحة الأورام النسائية، وجراحة أورام البالغين، وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام، وجامعة القاهرة.
يمر ورم الكبد الخبيث بمراحل عديدة، ولكل مرحلةٍ طريقة علاجٍ مُعيَّنة بدءً من الجراحة، والعلاج الإشعاعي، وصولًا إلى العلاج المناعي للحالات المُتقدِّمة، فيرتكز علاج ورم الكبد الخبيث الجراحي على استئصال الكتلة السرطانية، أو زراعة الكبد، ويُوفِّر العلاج الإشعاعي قدرة نوعية لعلاج أورام الكبد، كما يُعزِّز العلاج المناعي دفاعات الجسم الطبيعية؛ للقضاء على الخلايا السرطانية.
ما هي طرق علاج ورم الكبد الخبيث؟
تختلف طرق علاج ورم الكبد الخبيث تبعًا لما يلي:
حجم، وعدد، ومكان أورام الكبد.
تشمُّع الكبد، أو غيابه.
المخاطر الجراحية القائمة على مدى تليف (تشمع) الكبد، والأمراض المصاحبة.
الأداء الجسدي العام.
سالكية الوريد البابي.
وجود، أو غياب مرض نقيلي (انتشار السرطان خارج الكبد).
وتشمل الوسائل المُتَّبعة في العلاج ما يلي:
1- الجراحة
يستأصل الجرَّاح ورم الكبد الخبيث، بالإضافة إلى جزء من الأنسجة الصحية المُحِيطة به خلال العملية، وتُعدُّ الجراحة من أنجح طرق علاج ورم الكبد الخبيث، خاصةً للمرضى الذين لا يُعانُون قصورًا في وظائف الكبد، ويسهل استئصال الورم لديهم من مكانٍ مُحدَّدٍ في الكبد.
أمَّا لو غزا الورم جزءً كبيرًا من الكبد، فقد لا تكون الجراحة خيارًا مُناسبًا، وكذلك في حالة تلف الكبد الشديد، ويُمكِن علاج هذا الورم جراحيًا من خلال:
1- استئصال الكبد
يُستأصل جزء الكبد المُصاب جراحيًا، وذلك في حالة تواجد الورم الخبيث في جزءٍ واحد من الكبد، بينما يعمل الكبد بكفاءة.
تُعوِّض باقي أجزاء الكبد الصحيحة وظيفة الجزء المُستأصَل.
يستعيد الكبد حجمه الطبيعي في غضون أسابيع بعد إجراء العملية.
قد تُسبِّب العملية أضرارًا جانبية، مثل: الألم، أو الضعف، أو التعب، أو القصور الكبدي المُؤقَّت.
لا يُمكِن إجراء هذه العملية في حالة تليُّف الكبد الشديد، حتى لو كان حجم الورم صغيرًا.
2- زراعة الكبد
أحيانًا تكون هناك حاجةٌ إلى زراعة الكبد، وفيها يُزال كبد المريض، ويُعوَّض بكبدٍ آخر سليمٍ من مُتبرِّع.
تتطلَّب زراعة الكبد بعض الشروط قبل إجرائها، إذ تتعلَّق بحجم، وعدد الأورام الموجودة في الكبد.
تشمل هذه الشروط وجود ورمٍ واحدٍ يصل حجمه إلى 5 سم، أو أقل، أو وجود 3 أورامٍ، أو أقل من ذلك في الكبد، وكلها أقل من 3 سم.
ليست زراعة الكبد خيارًا مُتاحًا دائمًا من أجل علاج ورم الكبد الخبيث، إذ يصعب الحصول على متبرِّع بالكبد.
يُتابَع المريض بعد هذه العملية عن كثب؛ للتأكُّد من عدم رفض الجسم للكبد المزروع، كما يصف الطبيب بعض الأدوية التي تمنع وقوع هذا، رغم ما لها من آثار جانبية.
2- الاستئصال بالترددات الراديوية
تعتمد هذه الطريقة على تسخين الخلايا السرطانية، ومِنْ ثَمَّ تدميرها، وقد تُوصَّل الترددات الراديوية عبر الجلد، أو باستخدام المنظار، أو من خلال عملية جراحية تحت تأثير المُخدِّر.
3- العلاج الإشعاعي
تُستخدَم الأشعة السينية عالية الطاقة في تدمير الخلايا السرطانية المُسبِّبة لورم الكبد الخبيث، ويحتاج العلاج الإشعاعي إلى عدد مُعيَّن من الجلسات يُقرِّره الطبيب المُعالِج حسب حالة المريض.
فالعلاج الإشعاعي التجسيمي هو الوسيلة الأفضل لعلاج ورم الكبد الخبيث، إذ تُستعمَل جرعاتٍ عالية من الأشعة السينية، مُسلَّطة على الورم مع تقليل كمية الإشعاع التي تصل إلى الأنسجة السليمة المُجاوِرة، وهذا ضروري؛ لحماية أنسجة الكبد الصحيحة من التلف بسبب الإشعاع.
تقضي هذه الطريقة على الأورام التي يبلغ حجمها 5 سم، أو أقل، لكنَّه يُستخدَم تجريبيًا أكثر منه علاجيًا؛ لعدم وجود معلوماتٍ كافية حول فعاليته على المدى البعيد.
4- الانصمام الكيميائي
نوع من العلاج الكيميائي المُشابِه لحقن الشريان الكبدي، وهو طريقة من طرق علاج ورم الكبد الخبيث، إذ يُدمِّر الخلايا السرطانية عبر منعها من النمو، والتضاعف.
يُحقَن الدواء الكيميائي داخل الشريان الكبدي، ثُمَّ يُمنَع سريان الدم عبر هذا الشريان بعض الوقت، ومِنْ ثَمَّ يظل الدواء الكيميائي وقتًا أطول في الكبد؛ ليقضي على أكبر قدرٍ ممكن من الخلايا الخبيثة، كما أنَّ منع تدفُّق الدم من وسائل القضاء على هذه الخلايا أيضًا، وقد يُساعِد هذا العلاج أيضًا في إبطاء مُعدَّل نمو الورم للمرضى الذين ينتظرون إجراء عملية زراعة الكبد.
5- الانصمام الإشعاعي
يُشبِه الانصمام الكيميائي، لكن يستخدم الطبيب حبيبات مُشعَّة داخل الشريان المُغذِّي للورم، ومِنْ ثَمَّ يصل الإشعاع مباشرةً إلى الخلايا السرطانية، إذ تظل حبيسة الأوعية الدموية الصغيرة المُغذِّية للورم.
احجز الان مع دكتور محمد عبد الحميد على منصة بالطو
ما هي مدة علاج ورم الكبد الخبيث؟
يستغرق علاج ورم الكبد الخبيث باستخدام الأدوية 2 - 4 أسابيع، وربَّما أكثر تبعًا لاستجابة المريض، ودرجة الورم.
كيف يمكن علاج الحالات المتقدمة من ورم الكبد الخبيث؟
بعد استعراض طرق علاج ورم الكبد الخبيث، فإنَّ ما سبق ذكره لا ينطبق على الحالات المُتقدِّمة التي تتطلَّب علاجًا من نوعٍ خاص، مثل:
1- العلاج المُوجَّه
يُبنَى العلاج المُوجَّه على أدوية تستهدف جينات مُعيَّنة للخلايا السرطانية، أو البروتينات، أو بيئة الأنسجة المُساهِمة في نمو الخلايا السرطانية ونجاتها، إذ يُوقِف هذا العلاج نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
تُستعمَل الأدوية المضادة لتكوين الأوعية الدموية على وجه الخصوص في العلاج المُوجَّه، إذ تمنع تكوينها، ومِنْ ثَمَّ لا تُمدَّ الخلايا السرطانية بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو، مِمَّا يُؤدِّي في النهاية إلى موتها.
من الأدوية المُستخدَمة لهذا الغرض ما يلي:
بيفاسيزوماب، وأتيزوليزوماب.
ليفاتينيب.
سورافينيب.
كابوزانتينيب.
ريجورافينيب.
وتتسبَّب في الآثار الجانبية الآتية:
ارتفاع ضغط الدم.
آلام الظهر.
الصداع.
الإسهال.
فقد الشهية.
آلام المفاصل، والعضلات.
ألم البطن.
طفح جلدي.
تغيُّر في مستويات الثيروكسين.
2- العلاج المناعي
يستخدم العلاج المناعي دفاعات الجسم الطبيعية؛ لمحاربة ورم الكبد الخبيث، وذلك من خلال تحسين قدرة مناعة الجسم، ومِنْ أمثلة الأدوية المُستعمَلة لهذا الغرض ما يلي:
نيفولوماب.
بيبمروليزوماب.
نيفولوماب مع إيبيليموماب.
أتيزوليزوماب مع بيفاسيزوماب.
تريميليموماب.
وتضم الآثار الجانبية المتوقعة لهذه الأدوية ما يلي:
تفاعلات جلدية.
أعراض نزلات البرد.
الإسهال.
تغيُّر الوزن.
هل يمكن علاج المرض بالأدوية فقط؟
تُساعِد الأدوية في علاج ورم الكبد الخبيث المُتقدِّم، خاصةً إذا لم تكن الجراحة هي الخيار المُناسِب للعلاج، ومِنْ ثَمَّ فكون الأدوية وحدها علاجًا كافيًا، يعود إلى درجة الورم الموجود، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية للأدوية.
اقرا عن مراحل سرطان الثدي الخبيث
ما هي نسبة الشفاء من ورم الكبد الخبيث؟
ورم الكبد الخبيث من الأورام التي تُكشَف متأخرة غالبًا، وتختلف نسبة الشفاء تبعًا لدرجة الورم، فإذا كان موضعيًا، تصل نسبة البقاء النسبي في الخمس سنوات التالية للتشخيص نحو 35%.
وإذا انتقل إلى الأنسجة المجاورة ولم يصل إلى البعيدة، فنسبة البقاء النسبي على قيد الحياة تبلغ 12% في الخمس سنوات القادمة، أمَّا لو انتشر إلى أماكن بعيدة عن الكبد، فتنخفض هذه النسبة كثيرًا، وتصل إلى 3% فقط، لذا فإنَّ الكشف المبكر عن ورم الكبد الخبيث أمرٌ ضروري؛ إذ يسهل التعامل معه في مراحله المبكرة.
الخلاصة
تُعدُّ الجراحة من أفضل طرق علاج ورم الكبد الخبيث، خاصةً إذا لم يصل إلى المراحل المتقدمة، وكذلك الانصمام الكيميائي من الوسائل العلاجية الفعالة المُستهدِفة للخلايا السرطانية حصرًا بالعلاج الكيميائي.
تتطلَّب حالات ورم الكبد الخبيث المُتقدِّمة علاجًا من نوعٍ خاص، إمَّا مُوجَّه نحو منع تكوين الأوعية الدموية المُغذِّية للسرطان، أو علاج مناعي، يُعزِّز مناعة الجسم في مجابهة الخلايا السرطانية، ويقضي عليها، ويستغرق هذا العلاج بعض الوقت، وقد يُسبِّب آثارًا جانبية عديدة.