علاج انسداد القناة الدمعية للرضع

انسداد القناة الدمعية يعتبر من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من الرضع، وقد يولد الرضيع بتلك الحالة فيما يعرف بالانسداد الخلقي، أو تتطور لديه بعد الولادة. وفي غالبية الحالات تنفتح القناة الدمعية من تلقاء نفسها دون الحاجة لتدخل الطبيب، بينما بعض الحالات الأخرى تتطلب علاجًا بالتدخلات الجراحية، لذا نتعرف فيما يلي على أهم طرق علاج انسداد القناة الدمعية للرضع .

ما هي القناة الدمعية للرضع وماذا يعني انسدادها؟

قبل التعرف على طرق علاج انسداد القناة الدمعية للرضع ، يجب أولًا التعرف على ماهية القناة الدمعية ومعنى انسدادها.

القناة الدمعية هي عبارة عن أنبوب صغير لتصريف الدموع من العين بعد تكونها في الغدد الدمعية الموجودة تحت الجفون، وتعمل هذه الدموع على غسل العين وإزالة أي غبار أو أوساخ تأتي على سطحها وإبقائها رطبة ونظيفة.

المسار الطبيعي للدموع يبدأ من الغدد الدمعية التي تنتج باستمرار كميات صغيرة من الدموع وتصبها في العين، ثم ينشرها الجفن في جميع أنحاء سطح العين عبر القنوات الصغيرة للقناة الدمعية، ومن ثم تصب الدموع إلى ممر أكبر من العين إلى الجزء الخلفي للأنف لذا تعرف القناة الدمعية باسم القناة الأنفية الدمعية.

قد يعاني بعض الرضع من انسداد القناة الدمعية الذي يعيق سيلان الدموع في مسارها الطبيعي، وعادة ما يحدث ذلك نتيجة عدم تطور القناة الدمعية بشكل كامل قبل حلول موعد الولادة، وقد يحدث ذلك في عين واحدة أو في كلا العينين، وغالبًا ما تزول تلك المشكلة من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع أو أشهر، بينما يجب علاج انسداد القناة الدمعية للرضع في بعض الحالات الأخرى.

ما هي علامات وأعراض انسداد القناة الدمعية للرضع؟

قد يكون من الصعب ملاحظة انسداد القناة الدمعية عند حديثي الولادة، لأن أعينهم لا تنتج الدموع سوى بعد عدة أسابيع من الولادة. بعد هذه المدة تظهر أعراض وعلامات انسداد القناة الدمعية على الرضيع، ومن أهم هذه الأعراض:

• سيلان الدموع من عين الرضيع بصورة مفرطة، ويزداد عند التعرض للهواء البارد وعند الإصابة بالبرد.
• خروج إفرازات مخاطية صفراء أو خضراء من عين الطفل.
• تراكم الدموع في زاوية العين وانسيابها على خد الطفل، حتى في فترات عدم بكائه، وقد يساعد ذلك الأم في اكتشاف انسداد القناة الدمعية لدى رضيعها.
• احمرار خفيف في مقلة العين، قد يتطور في بعض الأحيان إلى عدوى في الجزء الخارجي من العين فيما يعرف بالتهاب الملتحمة.
• انتفاخ جفن العين.
• عين الرضيع تظهر لزجة ومتقشرة بعد النوم.
• بعض الحالات قد تعاني من تورم في الركن الداخلي للعين.

بعد التعرف على أعراض وأسباب انسداد القناة الدمعية، نتعرف فيما يلي على كيفية تشخيص و علاج انسداد القناة الدمعية للرضع .

أسباب انسداد القناة الدمعية للرضع

انسداد القناة الدمعية شائع بدرجة كبيرة بين الرضع، فقد يصاب به واحد من كل خمسة أطفال من حديثي الولادة، ويرجع السبب الرئيسي لذلك إلى عدم تطور القناة الدمعية بشكل كامل عند الولادة مما يؤدي إلى أن:

• الصمام الموجود في نهاية القناة الدمعية لا ينفتح بشكل صحيح ويعيق عملية خروج الدموع بصورة طبيعية.
• فتحات الجفون التي تتدفق منها الدموع لم تتطور بصورة صحيحة.
• القناة الدمعية تكون ضيقة جدًا.

إلى جانب ذلك يوجد بعض الأسباب الأخرى لانسداد القناة الدمعية، لكنها أقل شيوعًا، منها:

• الالتهابات الشديدة التي تسبب تورم الوجه، مما يضغط على القنوات الدمعية بصورة شديدة.
• الزوائد الأنفية.
• انسداد المسار الذي تتبعه الدموع في الأنف بسبب النمو الغير طبيعي لعظام الأنف.
• تكون أورام أو خراجات لدى الرضيع.

تشخيص انسداد القناة الدمعية للرضع

يتم تشخيص انسداد القناة الدمعية للرضع من خلال معرفة الأعراض التي يعاني منها الرضيع مثل: سيلان الدموع المفرط، وخروج إفرازات غريبة من العين، وتقشر العينين بعد النوم. لذا يجب أن تحرص الأم على ملاحظة أي أعراض غريبة قد يواجهها رضيعها، لتبلغ بها الطبيب.

إلى جانب ذلك يقوم الطبيب بفحص عيني الرضيع للتأكد من الحالة، فقد تتشابه بعض هذه الأعراض مع حالات مرضية أخرى. كما يقوم بفحص ضغط العين والتأكد من صحة القرنية، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب للفحص باستخدام الصبغة للتأكد من انسداد القناة الدمعية.

وبعد التأكد من التشخيص السليم للحالة، يقوم الطبيب بمناقشة طرق علاج انسداد القناة الدمعية للرضع مع الوالدين، وتطبيق ما يتناسب منها مع حالة الرضيع.

ما هو افضل علاج انسداد القناة الدمعية للرضع ؟

يتم علاج انسداد القناة الدمعية للرضع في غالبية الحالات التي تعاني من انسداد القناة الدمعية الخلقي تلقائيًا دون تدخل الطبيب، وذلك قبل إتمام الرضيع عامه الأول. وفي غالبية الحالات التي تتطلب علاجًا يكتفي الطبيب بطرق العلاج التحفظي التي تساعد في التخلص من 90% من انسداد القناة الدمعية مثل:

•  تدليك الكيس الدمعي يوميًا بصورة منتظمة، مما يساعد في تصريف الدموع واندفاعها عبر القنوات الدمعية لتزيل الانسداد وتحفز تطور القناة الدمعية.
• مسح عين الطفل برفق بماء معقم بعد استيقاظه من النوم، لإزالة القشور المتكونة عليها.
• بعض الحالات قد يصف لها الطبيب بعض أنواع قطرات المضادات الحيوية للتخلص من الالتهاب والعدوى.

وفي الحالات التي لا يجدي العلاج التحفظي معها نفعًا يلجأ الطبيب إلى بعض الإجراءات الجراحية البسيطة، والتي تمثل أفضل علاج انسداد القناة الدمعية للرضع الذين تجاوزوا 12 شهرًا ولم يعالج الانسداد، ويتم ذلك من خلال ما يلي:

• يقوم الطبيب بإدخال أداة طبية إلى القناة الدمعية للطفل لإزالة الانسداد، ويتم هذا الإجراء عادة دون تخدير وفي عيادة الطبيب للرضع الأقل من ستة أشهر، بينما قد يخضع الأطفال الأكبر لهذا الإجراء تحت تأثير التخدير الكلي وفي غرفة العمليات، ويستغرق هذا الإجراء عادة 10 دقائق فقط.
• بعض الحالات الأخرى يتم علاجها باستخدام الدعامات التي تساعد في إبقاء القنوات الدمعية مفتوحة، ويتم إزالتها بعد ستة أشهر.
• يمكن استخدام القسطرة البالونية التي تساعد في توسيع القناة الدمعية.
• وفي الحالات التي تعاني من الانسداد نتيجة مشكلة ما في تجويف الأنف قد يتم إجراء تغيير لهيكل تجويف الأنف، وفي الحالات الشديدة يتم إجراء جراحة لفتح فتحة جديدة في التجويف الأنفي للتخلص من مشكلة الانسداد، وعادة يبدأ الطفل في التحسن خلال سبعة أيام من هذا الإجراء.

ما هي المخاطر المحتملة لانسداد القناة الدمعية للرضع ؟

على الرغم من أن انسداد القناة الدمعية للرضع يعتبر حالة شائعة بين العديد من الرضع وحديثي الولادة، ويتم علاجه تلقائيًا في غالبية الحالات، إلا أن عدم معالجته قد يتسبب للرضيع في العديد من المضاعفات الغير مرغوب فيها مثل:

• الإصابة بالتهاب الملتحمة.
• الإصابة بالعدوى والالتهابات الشديدة نتيجة تراكم الدموع في القنوات الدمعية، مما يعزز نمو البكتريا والفطريات بها، وبالتالي الإصابة بالالتهابات الشديدة.
• التهاب كيس الدمع الحاد والتهاب النسيج الخلوي المداري.
• الناسور الدمعي، ولا يحدث ذلك سوى في حالات نادرة جدًا، وهو عبارة عن تشوه خلقي في الجهاز الدمعي، ويحدث غالبًا نتيجة لالتهاب الكيس الدمعي الحاد.

لذا ينصح الأطباء دائمًا بعرض الرضيع على طبيب متخصص عند ملاحظة أي أعراض قد تشير إلى انسداد القنوات الدمعية لديه، والعمل على معالجتها بالطريقة التي ينصح بها الطبيب لتجنب هذه المضاعفات الخطيرة.