نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس

دكتور محمد عبد الحميد استشاري ودكتوراه جراحة الأورام والمناظير، متخصص في جراحة أورام القولون، وجراحة أورام الكبد، وجراحة أورام الأطفال، وجراحة أورام المعدة، بالإضافة لجراحات أخرى مثل جراحة الأورام النسائية، وجراحة أورام البالغين، وجراحة أورام الثدي بالمعهد القومي للأورام، وجامعة القاهرة.
يُعدُّ سرطان البنكرياس من أنواع السرطانات الخطيرة، إذ قد لا يُكتشَف إلَّا مُتأخرًا، مِمَّا يُؤثِّر كثيرًأ على نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس، وذلك على الرغم من تطور وسائل علاج السرطان؛ لذا نتناول في هذا المقال نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس المُتوقَّعة، والعوامل المُؤثِّرة عليها، بالإضافة إلى طرق العلاج المُتوفِّرة.
ما هي طرق علاج سرطان البنكرياس؟
تتأثَّر نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس بعوامل عديدة، ومن أبرزها طريقة العلاج المُتَّبعة، إذ تضمُّ طرق علاج سرطان البنكرياس ما يلي:
الجراحة
تتضمَّن الجراحة استئصال البنكرياس كُلِّيًا، أو جزئيًا؛ لعلاج السرطان، حسب حجم ومكان الورم في البنكرياس، فنحو 20% من مرضى سرطان البنكرياس مُرشَّحون لإجراء عملية سرطان البنكرياس؛ لأنَّ المرض لا يُكتشَف غالبًا إلَّا بعد انتشاره، مِمَّا يُصعِّب إجراء العملية الجراحية.
وقد يتوقَّف العلاج على الجراحة فقط أو يُضمُّ إليه علاج إشعاعي قبل العملية؛ لتقليص حجم السرطان، كما تشمل طرق إجراء عملية سرطان البنكرياس ما يلي:
1- المنظار
قد يقترح الطبيب البدء بواسطة المنظار، ومِنْ ثَمَّ تُصنَع شقوقٌ جراحية صغيرة في البطن؛ للسماح بدخول المنظار، والأدوات الجراحية، وبها يتعرَّف الطبيب أثناء العملية باستخدام المنظار على مدى انتشار سرطان البنكرياس، فإن وُجِد منتشرًا في أجزاء أخرى من البطن، فليس مُفضَّلًا استئصال ورم البنكرياس الأولي.
2- إجراء ويبل (استئصال البنكرياس والاثنا عشر)
تُجرَى هذه العملية في حالة وجود سرطان البنكرياس في رأس البنكرياس فقط.
تتضمَّن العملية استئصال البنكرياس، وجزءً من الأمعاء (الاثنا عشر)، بالإضافة إلى القناة الصفراوية، والمعدة، أو جزء من المعدة فقط أحيانًا.
يُعِيد الجراح توصيل الجهاز الهضمي بالجهاز الصفراوي.
تُوضَع مُصرِّفات مؤقتة، أثناء العملية، داخل البطن تساعد في تعافي المريض، وتماثله إلى الشفاء.
يُمكِن إزالتها خلال فترة بقاء المريض في المستشفى، أو قد تبقى في موضعها شهرين، أو ثلاثة حسب حالة المريض.
3- استئصال البنكرياس القاصي
يُجرِي الطبيب هذا النوع من عمليات سرطان البنكرياس إِنْ كان السرطان موجودًا في الجانب الأيسر من ذيل البنكرياس، إذ يُستأصل ذيل وجسم البنكرياس، بالإضافة إلى الطحال.
4- استئصال البنكرياس الكُلِّي
إذا انتشر السرطان عبر البنكرياس، أو وُجِد في أماكن عديدة بالبنكرياس، فينبغي إجراء استئصال البنكرياس الكُلِّي.
تتضمَّن هذه العملية استئصال البنكرياس، وجزء من الأمعاء، وجزء من المعدة، والقناة الصفراوية المشتركة، والمرارة، والطحال.
شاهد نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون
هل تزيد نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس بالعلاج الإشعاعي؟
يعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة؛ لتدمير الخلايا السرطانية، ويُعدُّ العلاج الإشعاعي الخارجي أكثر هذه الوسائل استخدامًا في علاج سرطان البنكرياس، وقد يُحسِّن نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس إذا أُجري قبل العملية، كما يحتاج العلاج الإشعاعي إلى عددٍ مُعيَّنٍ من الجلسات في وقتٍ مُحدَّدٍ، ويُمكِن إجراء هذا العلاج بالطرق الآتية:
1- العلاج الإشعاعي التقليدي
يشتمل العلاج الإشعاعي التقليدي على جرعاتٍ قليلةٍ من الإشعاع لكل جزء، أو في اليوم، ويستغرق هذا العلاج الإشعاعي نحو 5 أو 6 أسابيع، كما تكون الجلسات على مدار أيام الأسبوع.
2- العلاج الإشعاعي التجسيمي
جلسات علاج إشعاعي ذات وقتٍ أقل، وبجرعاتٍ أعلى، وتُعطَى على مدار 5 أيام فقط، إذ يُعدُّ العلاج الإشعاعي التجسيمي نوعًا جديدًا من العلاج الإشعاعي ويُوفِّر علاجًا مُركَّزًا في موضع الورم، وذلك في عدد جلساتٍ أقل.
3- العلاج الإشعاعي بالبروتونات
تُستخدَم البروتونات بدلًا من الأشعة السينية في علاج سرطان البنكرياس، إذ للبروتونات قدرة على تدمير الخلايا السرطانية، إذ يتميَّز العلاج الإشعاعي بالبروتونات، بتقليل قدر الإشعاع الذي يصل إلى الأنسجة الصحيحة، ومِنْ ثَمَّ يُحافِظ عليها بجانب تحسين نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس.
العلاج الكيميائي
يُستخدَم خلال العلاج الكيميائي أدوية مُعيَّنة قادرة على استهداف الخلايا السرطانية، وقد يصف الطبيب للمريض دواءً واحدًا، أو عدة أدوية مُجتمعة، فقد أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استعمال الأدوية الآتية في علاج سرطان البنكرياس:
كابيسيتابين.
فلورويوراسيل.
جيمسيتابين.
ليوكوفورين.
أوكساليبلاتين.
كما يُعدُّ استخدام مجموعة من الأدوية معًا خيارًا مناسبًا لمرضى سرطان البنكرياس القادرين على أداء مهامهم اليومية؛ لأنَّ الأعراض الجانبية أكثر ظهورًا عند استخدام أكثر من دواء، مِمَّا يستدعي أن تكون صحة المريض مناسبة، وقد يُسبِّب العلاج الكيميائي آثارًا جانبية، مثل:
فقد الشهية.
الغثيان.
القيء.
الإسهال.
طفح جلدي.
تساقط الشعر.
نقص عدد كرات الدم البيضاء.
العلاج المُوجَّه
يستهدف هذا العلاج جينات الخلايا السرطانية، وبروتيناتها، مِمَّا يعرقل نمو الخلايا السرطانية، وانتشارها، ويُحافِظ على الأنسجة السليمة المُحِيطة بالسرطان، ومن أمثلة أدوية العلاج المُوجَّه ما يلي:
ارلوتينيب: هذا الدواء مُقرَّر في حالات سرطان البنكرياس المُتقدِّمة، بالإضافة إلى أحد أدوية العلاج الكيميائي، وهو جيمسيتابين.
اولاباريب: يُستخدَم في حالة انتشار سرطان البنكرياس خارج أنسجة البنكرياس، أو في أماكن بعيدة من الجسم، وقد يُسبِّب طفحًا جلديًا مشابهًا لحَبِّ الشباب.
لاروتريكتينيب وإنتريكتنيب: يُساعِد في علاج حالات سرطان البنكرياس المتقدم، أو المنتشر في الجسم.
العلاج المناعي
يُعزِّز العلاج المناعي دفاعات الجسم الطبيعية؛ لمواجهة الخلايا السرطانية، وذلك مثل:
بمبروليزوماب.
دوستارليماب.
اقرا ايضا سرطان الثدي الخبيث ومراحله
مدة التعافي من سرطان البنكرياس؟
عادة ما يتمكن المرضى من العودة إلى ممارسة بعض من أنشطتهم المعتادة خلال من 4 - 6 أسابيع من العملية. ولكن التعافي التام من العملية قد يستغرق عدة أشهر، ويتوقف ذلك على عدة عوامل، منها:
- الحالة الصحية للمريض قبل العملية.
- مدى تعقيد العملية، وتقدم الإصابة لدى المريض.
- التزام المريض بكافة التعليمات الموصى بها من قبل الطبيب.
- الرعاية الطبية التي يحصل عليها المريض بعد العملية.
كيف يمكن علاج الحالات المبكرة من المرض؟
تُعدُّ الجراحة، بجانب العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي أفضل طريقة لعلاج الحالات المبكرة من سرطان البنكرياس (المراحل الأولى، والثانية، والثالثة).
هل يمكن التدخل الجراحي لعلاج سرطان البنكرياس؟
يُمكِن التدخل الجراحي لعلاج سرطان البنكرياس، خاصةً إذا كان في مراحله المبكرة، ولم ينتشر إلى أماكن أخرى بعيدة في الجسم، وذلك من خلال أحد التقنيات الآتية:
إجراء ويبل.
استئصال البنكرياس القاصي.
استئصال البنكرياس الكُلِّي.
كيف تُحدَد وسيلة علاج المرض؟
تتحدَّد كيفية علاج المرض حسب المرحلة التي وصل إليها سرطان البنكرياس، ودرجة استجابة المريض لنوع العلاج، إذ تحتاج المراحل المتقدمة من سرطان البنكرياس مثلًا إلى العلاج المُوجَّه، بينما يُمكِن استئصال السرطان إذا كان في مراحله المبكرة، مع استخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي؛ لتحسين نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس.
أيضًا تتوقَّف كيفية العلاج على العوامل الآتية:
عمر المريض الحالي، والمُتوقَّع له.
معاناة المريض من أي اضطرابات صحية خطيرة.
المقدرة المُتوفِّرة لاستئصال السرطان من عدمها.
تحمُّل المريض للآثار الجانبية من عدمه.
شاهد ايضا اخطر انواع سرطان الثدي
ما هي نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس؟
تختلف نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس حسب المرحلة التي اكتُشف فيها، إذ تبلغ معدلات البقاء النسبية على قيد الحياة للخمس سنوات التالية بعد اكتشاف سرطان البنكرياس 42% إِنْ كان السرطان في مراحله المبكرة، و14% إِنْ وصل إلى الأنسجة المجاورة للبنكرياس، ونحو 3% فقط إِنْ انتشر إلى أماكن بعيدة في الجسم، وتتحدَّد نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس كذلك بنوعية العلاج، واستجابة المريض له.
الخلاصة
تتنوَّع طرق علاج سرطان البنكرياس، باختلاف مراحله التي يُمكِن تشخيص المرض فيها، وهي تتراوح بين الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج المُوجَّه، والعلاج المناعي، وتختلف نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس حسب المرحلة التي شُخِّص فيها، ونوع العلاج المُتَّبع، واستجابة المريض.
احجز الان مع دكتور محمد عبد الحميد على منصة بالطو